كتاب أبيض بالغ الأناقة. تطل ملكة بريطانيا الملكة اليزابيث على صفحته الأولى بصورتها الكبيرة كاتبة افتتاحيته موجهة التحية الى الإمارات العربية المتحدة، مشيرة فيها الى «شغف واحترام للخيل» مشترك بين البلدين. هذا الكتاب هو المدخل الى أرض المعارض لحضور الحفلة الأولى لفرقة الخيالة الاستعراضية لملكة بريطانيا في الشرق الأوسط. يعود تاريخ هذه الفرقة إلى العام 1660، اختارتها أبو ظبي لتقدم لها أول حفلة في المنطقة، «ليس هناك بلد في الشرق الأوسط تملك معه بريطانيا هذه العلاقات الوثيقة، كما هي الحال مع الإمارات»، قال السفير البريطاني في الإمارات إدوارد أنتوني في المؤتمر الصحافي الذي سبق افتتاح المعرض الدولي للصيد والفروسية هذا العام، والذي يقام طوال 4 أيام في «مركز أبو ظبي الوطني للمعارض» (30 أيلول/ سبتمبر- 3 تشرين الأول/ اكتوبر). وأشار انتوني الى أكثر من مئة ألف مقيم بريطاني في الإمارات، أي أكبر تجمع بريطاني في الشرق الأوسط، وإلى أكثر من مليون زائر بريطاني سنوياً، وعلاقات اقتصادية قوية تجعلها بين أهم 10 أولويات تجارية لبلده، (26 بليون درهم في العام الماضي) وعمل مشترك في قضايا المنطقة خصوصاً في موضوعي الأزمة الفلسطينية وأفغانستان. علاقات وثيقة تمتد الى اكثر من مئتي سنة في مجالات التدريب الدفاعي وفي التعليم... وغيرها. وقال إن ملايين السياح ومشاهدي التلفزيون يشاهدون أعرق وأكبر قطاعات الجيش البريطاني وهي ترافق الملكة في المناسبات الرسمية أو تقف لحراستها في وايتهول، حيث يمارس هذا القطاع بذلك المهمة الأساسية التي أنشئ من أجلها قبل نحو 350 سنة، والمتمثلة في مرافقة الملك وتقديم الحماية اللصيقة له، إضافة إلى القوات التي تستبدل خيولها بمركبات قتالية مدرعة عندما لا تكون منخرطة في مهماتها الاحتفالية، والتي خدمت «بتميز كبير» حول العالم، بما في ذلك في العراق وأفغانستان أخيراً. أما القائد العام للفرقة الموسيقية لفرسان الحرس الملكي الجنرال غوثري، فعبر عن ذهوله للتغييرات التي حصلت في ابو ظبي منذ زيارته لها في العام 1986. إذاً، 36 جندياً على صهوة 28 حصاناً، قدموا عرضاً لنحو نصف ساعة، دخلوا على وقع الطبول، وعلى وقع حضور افتراضي للملكة اليزابيث من خلال شاشات كبيرة، لينتهي العرض بفرسين يركضان ويبدوان وكأنهما يتسابقان نحو باب الخروج، يحمل كل منهما علم أحد البلدين، لكنهما في النهاية يصلان في الوقت عينه... من دون ان يسبق أحدهما الآخر.