أرجع عدد من الاختصاصيين النفسيين انتشار المرض النفسي في المجتمع إلى أسباب عدة منها الجهل بالمرض وتعاطي المخدرات والأزمات التي يمر بها الإنسان، فضلاً عن الطفرة التقنية في الاتصالات التي عاشها المجتمع فجأة. وأكدوا في حديثهم إلى «الحياة» صعوبة علاج المرض النفسي لحاجته لكثير من الجهد والوقت للوصول لمرحلة الشفاء، مشيرين إلى أن طرق علاجه تطورت كثيراً عما كانت عليه في السابق. وعزا استشاري الأمراض النفسية الدكتور أحمد عبدالله انتشار الأمراض النفسية في المجتمع إلى أسباب عدة، منها الجهل بحقيقة المرض النفسي وتعاطي المخدرات، وعدم نقل المريض إلى المستشفيات المتخصصة في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن ذلك يسهم في تدهور حالاتهم الصحية لدرجة يصعب معها العلاج. وقال الدكتور عبدالله ل «الحياة»: «إن عدم معرفة الناس بأعراض المرض النفسي يجعل بعض الأسر تنكره، وأحياناً تنكر المريض نفسه، ما يدفع به إلى الشارع». وأوضح أن عدم الالتزام بتناول الأدوية النفسية المصروفة من قبل الاستشاري حتى شفاء المريض نهائياً يؤدي إلى تكرار ظهور الأعراض مرة أخرى وانتكاسة حاله بدرجة كبيرة، لافتاً إلى أن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات يسهم في انتشار الأمراض النفسية. وأفاد أن الاستمرار في تعاطي المخدرات يحول المدمن إلى مريض نفسي، لما تسببه تلك السموم من تدمير لخلايا المخ والجسم بشكل عام، ما تنتج منه أضرار جسدية ونفسية يصعب معها عودة الإنسان إلى وضعه الطبيعي. ويرى أن كثرة الحوادث والكوارث وأزمات الحياة قد تؤدي إلى ظهور أعراض نفسية تستمر فترات طويلة ما لم تعالج في حينها أو في أسرع وقت، إلى جانب الكوارث الطبيعية والحروب التي يصاحبها دوماً ارتفاع في نسبة كل الأمراض بما فيها النفسية. بدوره، كشف استشاري الطب النفسي الدكتور محمد مصطفى سنبل ل «الحياة» عن انتشار الأمراض النفسية في العالم عموماً والسعودية خصوصاً، بطريقة خطرة، مشيراً إلى أن نسبة الأمراض النفسية بين سكان السعودية وصلت معدلات كبيرة. وأوضح الدكتور سنبل أن تلك الأمراض موجودة في السعودية منذ القدم وازدادت لأسباب عدة، منها كثافة السكان والتطور الاجتماعي والتكنولوجي في وسائل الاتصالات التي غيرت في طرقنا الحياتية خلال سنوات قصيرة، لم نكن مستعدين لها أساساً. وكشف أن الطبيب سابقاً ليس لديه سوى طريقة وحيدة لعلاج المريض النفسي تعتمد على التحدث معه، مشدداً على ضرورة وضع خطة علاجية متكاملة تخلص المريض من علته، ولا تزيل الأعراض فقط.