استمرت المعارك العنيفة بين الجيش والمتمردين «الحوثيين» في محافظتي صعدة وعمران الشماليتين للأسبوع التاسع على التوالي، في حين ساد الهدوء والتوتر المحافظات الجنوبية بعد مواجهات اليومين الماضيين مع عناصر «الحراك الجنوبي» والتي أوقعت قتيلين وعدداً من الجرحى. وأفادت مصادر عسكرية بأن معارك عنيفة دارت أمس بين القوات اليمنية و «الحوثيين» في صعدة وعمران استخدمت فيها المدفعية. وأشارت الى «تبادل عنيف للقصف في منطقتي آل عقاب والمقاش» في صعدة، كما ذكرت ان قذيفة هاون أطلقها الحوثيون سقطت مساء الأربعاء للمرة الأولى في وسط مدينة صعدة بالقرب من مستشفى السلام ما أسفر عن إصابة امرأة بجروح. وأوضحت المصادر أن «العشرات من عناصر الإرهاب والتخريب سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات متفرقة مع وحدات عسكرية وأمنية أثناء محاولة مجموعات من تلك العناصر القيام بمحاولات تسلل لمهاجمة مواقع عسكرية وتنفيذ اعتداءات على المواطنين في منطقة حرف سفيان وبعض المناطق بمحافظة صعدة». وقال بيان عسكري وزع امس ان 28 «حوثياً» قتلوا أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة آل عقاب، كما تمت مهاجمة مجموعات لهم في الملاحيظ والحصامة ووادي الجرائب وتكبيدهم خسائر فادحة وإحراق عدد من سياراتهم. وأضاف البيان ان وحدات عسكرية وأمنية تصدت لمحاولة تسلل عناصر الإرهاب شمال غرب المنزالة ومنطقة الجراحية وقرية المعرسة وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد، وأسكتت مصادر نيرانهم. كما تم التصدي لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية إلى مواقع عسكرية في الزعلاء والتبة الحمراء وتبة الضلعة. وأشار إلى أن وحدة هندسية عسكرية اكتشفت 16 لغماً مختلفة الأحجام أثناء عملية تمشيط غرب محطة جرمان على طريق صعدة عين، وأبطلت مفعولها. في هذه الأثناء، ساد هدوء حذر محافظتي لحج والضالع جنوب اليمن بعد أيام من التوتر أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى في مواجهات بين متظاهرين من جماعات «الحراك» الانفصالي وقوات الأمن، غير أن مصادر محلية بمحافظة أبين المجاورة أشارت إلى ارتفاع حدة التوتر في المحافظة خصوصاً في مدينة زنجبار، حيث نزل إلى الطرقات مسلحون مؤيدون للإسلامي المتشدد طارق الفضلي الذي اتهمته وزارة الداخلية امس بالوقوف وراء محاولة اغتيال وكيل الجهاز المركزي للأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين اللواء ناصر منصور هادي، شقيق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية، في زنجبار الاربعاء. وذكر مصدر أمني انه تم اعتقال شخصين من أتباع الفضلي اعترفاً بمشاركتهما في محاولة الاغتيال. ونفى الفضلي في تصريحات لموقع «عدن نيوز» الالكتروني الموالي للإنفصاليين تورطه في الحادث واتهم السلطات بتنفيذ الهجوم لزرع الشقاق بين المعارضين الجنوبيين. وقال ان هادي وهو من الجنوب يحظى ببالغ التقدير وان الجنوبيين لا يمكن أبداً أن يوجهوا اسلحتهم لأبناء الجنوب تحت أي ظرف. على صعيد آخر، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة ان قوات الامن اليمنية تقوم بحملة مطاردة في مناطق قبلية بمحافظة مأرب (شرق) لعناصر من تنظيم «القاعدة» أفادت معلومات أنهم يستعدون لتنفيذ عمليات إرهابية. وكان مدير «المركز الوطني لمكافحة الإرهاب» في واشنطن مايكل لايتر قال اول من امس ان تنظيم «القاعدة» مني بنكسات نتيجة الضغوط الاميركية، الا ان تواجده في اليمن يهدد بتحويل ذلك البلد الى قاعدة خطيرة للتدريب والتخطيط لهجمات. وأضاف لايتر في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي أنه تم إضعاف التنظيم بشكل متواصل منذ 11 ايلول (سبتمبر) حيث أصبح ملاذه في شمال غرب باكستان أصغر وأقل أمناً، لكنه أضاف أن الجماعات المرتبطة ب «القاعدة» في المنطقة تشكل تهديداً متزايداً، مستشهداً على ذلك بفرعها في اليمن الذي يشكل «مصدر قلق حقيقي». وقال إن فرعي «القاعدة» السعودي واليمني أعلنا في كانون الثاني (يناير) اندماجهما في «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، ويشعر مسؤولون أميركيون بالقلق من أن التنظيم بدأ يثبت أقدامه بشكل خطير في اليمن. وأضاف «لقد شهدنا الاندماج في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث أصبحت اليمن ميدان معركة رئيساً وقاعدة إقليمية محتملة يمكن للتنظيم استخدامها للتخطيط لهجمات وتجنيد أعضاء وتسهيل حركة عملائها». وقال أمام لجنة الأمن القومي والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ «نحن قلقون من ان إذا قوي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن قادته قد يستخدمون هذه الجماعة والتواجد المتزايد للمقاتلين الأجانب في المنطقة لتدعيم قدراتها على القيام بالعمليات الخارجية».