أحسست بفيض من وفاء عندما أهداني الصديق د. عبدالله القفاري نسخة من كتابه الجديد «راشد المبارك: ريادة في الفكر والثقافة»، وهو للأمانة حرص على ان يصنفه إعداداً وتحريراً لا تأليفاً، ما يحسب له في زمن يهتبل البعض أي بالون فارغ لوضع أسمائهم عليه. والدكتور راشد المبارك علم من أعلام الفكر والثقافة في بلادنا والعالم العربي، إذ جمع بين علوم الطبيعة «الكيمياء» والأدب، ودرّس في الجامعة ما يقارب عشرين عاماً وله كتب في العلوم الطبيعية ودواوين شعر، وقد اشتهرت ندوته الثقافية الأسبوعية في الرياض التي يقيمها منذ ربع قرن، إذ امتازت بأنها ثقافية فكرية ليست العلاقات العامة هدفاً أصيلاً لها مثلما اخذت من صاحبها عدم الحرص على الظهور الإعلامي. تعددت الأقلام التي أسهمت في تسليط الضوء على فكر الدكتور راشد وتجربته في الكتاب، ففي حين قدم له الأستاذ جميل الحجيلان وزير الصحة والإعلام الأسبق بشفافية ومحبة عن أول معرفة له بالدكتور راشد المبارك وكيف تحولت لاحقاً إلى صداقة متينة، تناول آخرون من أساتذة جامعات ومثقفين جوانب أخرى تعرف بالمواهب المتعددة التي امتازت بها شخصيته. يشير الدكتور عبدالعزيز الواصل أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة الملك سعود إلى أبحاث علمية واكتشافات مهمة للدكتور راشد المبارك نشرت في مجلات علمية عالية السمعة، ويذكر بعضاً منها، بعدما أوضح علاقة أستاذ الكيمياء بطلابه، عندما كان واحداً منهم في الجامعة، وحرصه على استيعاب طلابه المادة العلمية، في حين يتلفت أستاذ الأدب الانكليزي الدكتور احمد البراء الاميري إلى شعر الدكتور راشد المبارك ونثره بعد ان أعلن خلاصة معرفته العميقة بشخصه في سطور جميلة: «لقد زرع راشد المبارك في قلب كل شخص عرفه شجيرة ورد، سقاها تعهداً ووداً وتفقداً ورفداً». وإضافة إلى قراءات وإضاءات أخرى حفل بها الكتاب للدكتور مرزوق بن تنباك والأستاذ ابراهيم البليهي وآخرين، احتوى الكتاب (250 صفحة) لقاءات صحافية في مجلات وصحف ومقالات ورسائل كشفت جوانب أخرى من شخصية الدكتور راشد المبارك، واهتمامه بقضايا أمته اهتماماً دفعه مع مثقفين آخرين لمحاولة جادة للمساهمة في إيقاف الحرب العراقية - الإيرانية، ومنها رسائل إلى زعماء سياسيين عراقيين حاولت السعي لإطفاء الفتنة الطائفية في العراق بعد الغزو الأميركي - البريطاني. والكتاب قدم ومضة عن فكر الدكتور راشد المبارك وأدبه وتجربته، متعه الله تعالى بالصحة والعافية، وفيه كما أشرت لمسة وفاء، ففي كل صفحة تلمس صدق المحبة وحقيقة الاعتزاز. ومشكلة أخينا الدكتور عبدالله القفاري انه لم يحدد جهة «دار نشر» يطلب منها الكتاب، ويظهر لي ان محبته للدكتور راشد المبارك دفعته الى أن يكون مسؤولاً عن ذلك، ولم لا والمبارك أستاذ في الكيمياء وهي شقيقة للفيزياء تخصص القفاري، إضافة إلى اجتماعهما على أهمية الإعلام العلمي المهمل في إعلامنا؟ www.asuwayed.com