كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اعلن مسؤول في الاممالمتحدة رفض كشف اسمه أمس، ان الاميركي بيتر غالبريث، مساعد الممثل الخاص للمنظمة الدولية في افغانستان النروجي كاي ايدي، لن يعود الى منصبه بسبب خلاف مع الأخير في شأن اسلوب التعامل مع عمليات التزوير التي واكبت الانتخابات الرئاسية الافغانية وتخضع لتحقيق محلي حالياً.وقال المسؤول: «لن يعود غالبريث الى كابول» التي غادرها في ايلول (سبتمبر)، فيما امتنع عن تأكيد اقالته من منصبه او احتمال توليه منصباً آخر في الاممالمتحدة. وافادت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) بأن غالبريث نفى عزله من منصبه، مشيرة الى ان الديبلوماسي الاميركي أغضب الرئيس الافغاني حميد كارزاي بسبب دعواته المتكررة لإعادة فرز أصوات جميع المقترعين في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 20 آب (اغسطس) الماضي، وهو ما لمح اليه مبعوث الأممالمتحدة في أفغانستان ايدي. وأعلن مراقبون اوفدهم الاتحاد الأوروبي للإشراف على الانتخابات الرئاسية الافغانية أن حوالى 1،5 مليون صوت، أي ما يعادل ربع مجموع اصوات الناخبين، يمكن أن تكون مزورة، وبينها 1،1 مليون صوت لمصلحة الرئيس كارزاي. في غضون ذلك، توفيت فتاة افغانية بتأثير حادث سقوط صندوق احتوى منشورات اعلامية عليها خلال فترة الإعداد للانتخابات الرئاسية في ولاية هلمند (جنوب) في 27 حزيران (يونيو) الماضي. وأفاد سلاح الجو الملكي البريطاني الذي القت احدى طائراته المنشورات بأن «احد الصناديق لم يفتح بالكامل، والحق عند سقوطه اصابات خطرة بطفلة نلقت الى مركز طبي في قندهار، لكن جهود العاملين لم تفلح في انقاذها». وأكدت وزارة الدفاع البريطانية ان الوفاة هي الأولى لمدني عبر حادثة اسقاط منشورات تستخدمها القوات الغربية لتقديم معلومات وتحذيرات للأفغان ومواجهة دعاية «طالبان»، في وقت باتت الخسائر المدنية قضية حساسة للغاية في افغانستان، مع تحذير القائد الاميركي للقوات الاجنبية الجنرال ستانلي ماكريستل من ان حماية المدنيين من هجمات القوات الاميركية وتلك في الحلف الاطلسي (ناتو) ضروري لهزيمة حركة «طالبان». كذلك نبه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الى ان اي الخسائر في صفوف المدنيين تمثل «خطراً» على مهمة الحلف الاطلسي، علماً ان بريطانيا تنشر تسعة الاف جندي في افغانستان معظمهم في هلمند. وقتل حوالى 40 جندياً بريطانياً في افغانستان في الشهرين الماضيين، و218 منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة نهاية عام 2001، وهي محصلة تفوق تلك في العراق. وفي ولاية فرح (غرب)، قتلت القوات الافغانية والدولية 22 من «طالبان» واعتقلت 12 في منطقة بوشت رود، كما ضبطت كمية من مئات الآلاف من الذخائر والألغام والصواعق. وقتل جنود من الجيش الافغاني ومشاة البحرية الاميركية (مارينز) 42 من «طالبان» في منطقة بالا بولوك بالولاية ذاتها التي شهدت في ايار (مايو) الماضي سقوط 140 مدنياً في غارة جوية اميركية. وسقط جندي من قوات الحلف الاطلسي في انفجار قنبلة مصنعة يدوياً في منطقة ماندو زاي بولاية خوست (شرق) التي تشهد ارتفاعاً في الهجمات التي يشنها مسلحو «طالبان» ضد القوات الحكومة الاجنبية. وفي واشنطن، التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما مجموعة من كبار مستشاريه السياسيين والعسكريين لبدء مراجعة شاملة للاستراتيجية الاميركية في افغانستان، يرجح ان تؤدي الى ارسال آلاف من الجنود الاضافيين الى ارض المعركة. وطلب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاجنبية في افغانستان في تقرير رفعه اخيراً الى وزارة الدفاع الاميركية ارسال 40 الف جندي اميركي اضافي لقتال «طالبان»، لكن اوباما يفكر اذا كانت التكتيكات الحالية تشكل افضل طريقة لهزيمة «القاعدة» في افغانستان وباكستان، كم ان خبراء يشككون في احتمال ان تكفي هذه الاعداد للقضاء على تمرد «طالبان»، ويدعون الى تبني استراتيجية تضيق العمليات وتحصرها في ضربات محددة تهدف الى حصار «القاعدة». الى ذلك، قررت الحكومة السويدية درس زيادة عدد قواتها في أفغانستان بعدما افاد تقويم اعدته القوات المسلحة بأن عدد الجنود السويديين الحاليين في أفغانستان والبالغ 500 جندي غير كافٍ. وأفادت صحيفة «ذي لوكال» ان الاقتراح يشمل ارسال 630 جندياً حتى عام 2011، وطائرة هليكوبتر للإنقاذ وطائرات نقل من طراز «هركيلس» إلى أفغانستان. وأشارت إلى ان المخططات التي تدعو ايضاً إلى توسيع العمليات الاستخباراتية السويدية في أفغانستان ستقدم ضمن مرسوم سيحدد موعد تقديمه لاحقاً في الخريف المقبل.