وصف رئيس حزب «شين فين» الايرلندي الشمالي جيري آدامز الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة بأنها «خطأ»، داعياً الى حل سلمي للقضية الفلسطينية. وقال خلال زيارة هي الأولى له الى قطاع غزة أمس إن «ما حصل في القطاع خطأ»، مشدداً على أن من «واجب المجتمع الدولي الذي لم يساعد في إيجاد تسوية تنهي معاناة الفلسطينيين، أن يعمل على وقف الصراع القائم منذ عقود طويلة». وعلى غرار «اتفاق الجمعة الحزينة» الذي أنهى الصراع الدامي في ايرلندا الشمالية عام 1998 بوساطة من المبعوث الأميركي الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، فإن آدامز يأمل «بحل سلمي» للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وأضاف آدامز في مؤتمر صحافي عقده في عزبة عبدربّه، احدى المناطق الأكثر تدميراً خلال الحرب والواقعة شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة: «الناس (الفلسطينيون) يستحقون العيش بأمن». وجال آدامز الذي وصل صباح أمس الى القطاع عبر معبر «ايرز» الفاصل بين القطاع من جهة والضفة الغربية واسرائيل من جهة ثانية، في عزبة عبدربّه وشاهد حجم الدمار الكبير واطلع على معاناة سكانها. وعلى رغم أن آدامز عبّر عن صدمته من حجم الدمار الذي خلفته الآلة العسكرية الاسرائيلية خلال الحرب التي دامت 22 يوماً، فإنه اكتفى بوصفها بأنها «خطأ» خلافاً لتوقعات كثير من الفلسطينيين، خصوصاً الضحايا الذين توقعوا أن يدين «الجريمة» بعبارات أقوى. وقال رئيس الجناح السياسي في «شين فين» الذي كافح طويلاً من أجل استقلال الشطر الشمالي من ايرلندا: «رأيت الدمار على شاشات التلفزة، إلا أن الأمور على ارض الواقع تختلف». وأضاف أن على «المجتمع الدولي أن يخلق ظروفاً ملائمة للعيش في غزة»، مشدداً على «ضرورة وقف الصراع مع إسرائيل، وحله في شكل سلمي». وحمّل المجتمع الدولي «المسؤولية عما يشهده قطاع غزة من حصار وتدمير». وطالب اسرائيل «بضرورة فك الحصار المفروض على أهالي قطاع غزة، وفتح المعابر والسماح لكل البضائع بالدخول، وتسهيل سفر المرضى». وأكد «ضرورة إعادة بناء قطاع غزة، لكن الأهم هو عدم تكرار ما حدث من تدمير وقتل وعدم رؤية هذه المشاهد القاسية التي أراها أمامي الآن». وعلى عكس مسؤولين دوليين آخرين زاروا القطاع لساعات معدودة خلال الأشهر الاخيرة، فإن آدامز سيمكث حتى الأحد المقبل وسيلتقي قادة ونواباً من حركة «حماس»، علماً أن اسرائيل هددت بمقاطعته وعدم استقباله في حال التقى قادة من «حماس».