نيويورك، صنعاء - «الحياة»، أ ف ب - اتهم وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي المتمردين من اتباع عبدالملك الحوثي في شمال اليمن باستغلال انتقالهم الى المذهب الشيعي الاثني عشري لاستدرار تعاطف الشيعة معهم بعدما حملوا السلاح ضد الحكومة، في وقت استمرت المواجهات العسكرية بين الجيش و «الحوثيين» وأسفرت امس عن مقتل 29 متمرداً بينهم اربعة قياديين. وقال القربي في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ان حكومته «تواجه تحديات إضافية ابرزها تمرد عناصر الحوثي في محافظة صعدة والذين تركوا المذهب الزيدي الذي يمثل المذهب الثاني في اليمن الى المذهب الاثني عشري، وهذا من حقهم، إلا أنهم أستغلوا ذلك لاستدرار التعاطف والدعم الشيعي لهم بعدما حملوا السلاح ضد الحكومة»، مؤكداً أنه فرض على الحكومة اليمنية «مواجهة هذه الجماعة المخربة رغم ما يعنيه ذلك من توجيه جزء من مواردها المحدودة والمخصصة للتنمية لمواجهة عناصر التخريب ولفرض سيادة الدولة وهيبة النظام والقانون في مختلف أرجاء اليمن». وأضاف ان هذا التحدي «يزداد مع نشاط عناصر القاعدة في اليمن ومحاولاتهم المستميتة لترتيب أوضاعهم ومعاودة عملياتهم الإرهابية التي تستهدف اليمن ودول المنطقة، وإعلان تأييدهم للعناصر التخريبية في صعدة في محاولة لتوظيف تمردهم لمصلحة أهداف القاعدة في إشاعة الفوضى وعدم الأستقرار في اليمن، الأمر الذي يؤكد الحاجة الى المزيد من الدعم لجهود الحكومة في مكافحة الارهاب». ودعا المجتمع الدولي «عبر الدول المانحة والمنظمات الدولية وشركاء اليمن في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب الى تقديم الدعم السخي لليمن لتعزيز برامجه التنموية لمحاربة الفقر وتوفير فرص العمل باعتبار ان التنمية والنمو الاقتصادي مكونان مهمان في مواجهة الارهاب». وعلى صعيد الوضع الميداني في شمال اليمن، اكدت مصادر عسكرية ومحلية امس مقتل 29 متمرداً في معارك طاحنة تدور منذ الاثنين في منطقتي صعدة وحرف سفيان، بينهم اربعة قياديين في التمرد. واستخدم الجيش المدفعية في قصف مواقع المتمردين. وأحالت السلطات اليمنية الى النيابة العامة 44 متمرداً من اصل 127 تم القبض عليهم في منطقة صعدة منذ تجدد القتال في 11 آب (اغسطس) الماضي، تمهيداً لبدء محاكمتهم. من جهة ثانية، اتضح امس المزيد من التقارب بين «الحوثيين» وجماعة «الحراك الجنوبي» مع اعلان عبدالملك الحوثي انه قرر الافراج عن «الاسرى العسكريين الجنوبيين في اطار ترتيبات تؤمن عودتهم الى منازلهم حتى لا يقعوا ضحية التعسف من قبل السلطة». وكان الرئيس السابق لجمهورية اليمن الجنوبي علي سالم البيض دعا انصاره قبل يومين الى مؤازرة التمرد في شمال البلاد. ونفى الحوثي من جهة ثانية ان يكون وجماعته في صدد اقامة دولة شيعية في شمال اليمن ووصف الحرب مع الجيش بأنها «كفاح من أجل الحقوق». وقال على موقع «المنبر» التابع للتمرد «اتهامات السلطة في مسألة الامامة مجرد حرب اعلامية وتضليل وخداع للرأي العام. والمسألة واضحة: نحن لسنا طلاب مناصب بل طلاب حق وطلاب عدالة. أما جوهر الازمة فسياسي بامتياز».