أعلن وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني أن الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم، عرفت إعادة انتشار لكل من قوات الشرطة والدرك والجيش بهدف تعزيز الأمن في المواقع التي تجري فيها عمليات الاقتراع، وقدّم زرهوني رقم ستة آلاف لعدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم إلى أجهزة الأمن منذ تبنّي ميثاق السلم والمصالحة في أيلول (سبتمبر) 2005. ويتنافس الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يسعى إلى الفوز بولاية ثالثة في انتخابات اليوم مع خمسة مرشحين آخرين هم لويزة حنون (56 عاماً) زعيمة حزب العمال، وعلي فوزي رباعين (54 عاماً) زعيم حزب «عهد 54»، ومحمد جهيد يونسي (48 عاماً) الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني (حزب إسلامي)، وموسى تواتي (56 عاماً) زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية، ومحمد السعيد (62 عاماً) زعيم حزب الحرية والعدالة الذي تأسس أخيراً ويضم في صفوفه معارضين إسلاميين. لكن مراقبين يرون أن الحظوظ بالفوز شبه معدومة لأي من منافسي بوتفليقة، وأن اقتراع اليوم هو بمثابة «إعادة تجديد الثقة» بالرئيس الحالي. وتحدث الوزير زرهوني أمس عن الترتيبات الأمنية المكثفة مع اقتراب موعد التصويت: فقال «إننا تكفلنا بضمان أمن كل أماكن التجمعات ومختلف نشاطات المرشحين». وحرص على توضيح أن هذا الإجراء الأمني «ليس استثنائياً». ووصف زرهوني التحضيرات ليوم الانتخاب بأنها «تسير في شكل جيد حتى الآن». وتحدث مطولاً عن تمكن قوات الأمن خلال الفترة الأخيرة، من قتل عشرة قياديين في الفرع المغاربي لتنظيم «القاعدة» واعتقال ثمانية آخرين، في حين سلّم ستة آخرون أنفسهم إلى السلطات. وأعلن أن «أكثر من ستة آلاف عنصر مسلح» سلّموا أنفسهم منذ تبني ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وأكد، من جهة أخرى، أن النظام الانتخابي الحالي «يضمن الشفافية». وزاد: «إننا وضعنا آلية تمكننا من التأكد من أن القوائم الانتخابية قد تم تطهيرها وتتطابق مع حقيقة الهيئة الناخبة. واتخذنا إجراءات تسمح بالمراقبة التامة لسير الانتخابات في مكاتب الاقتراع من قبل ممثلي المرشحين». وأضاف: «إننا عملنا في شكل يمكّن جميع المرشحين من الحصول على أكبر قدر من التسهيلات في حملتهم الانتخابية»، مضيفاً: «يبدو لي اننا البلد الوحيد في العالم الذي يتكفل بتمويل الغالبية العظمى من الحملات الانتخابية للمرشحين». وأجاب الوزير في شأن انتقادات مرشحين حول عدم تكافؤ الفرص مقارنة بالمرشح المستقل عبدالعزيز بوتفليقة، فقال «إنهم (أي المرشحين) تمكنوا من الاستفادة «المجانية» من خدمة التلفزيون»، وقال إنه تم تقسيم وقت ظهورهم «في شكل متساو».