تنتظر العائلات والأسر المهجرة في محافظة ديالى أن يسهم استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة بعودة أبنائها مجدداً إلى مقاعد الدراسة بعدما تسببت أعمال العنف بحرمان آلاف الطلاب من اكمال تعليمهم الدراسي بسبب تدمير عشرات المدارس، إضافة الى توقف 90 في المئة من المؤسسات التعليمية عن أداء مهماتها. وفيما أكد مسؤولون أمنيون اتخاذ الاجراءات الأمنية المناسبة مع بدء العام الدراسي الجديد للحيلولة دون تكرار المأساة التربوية التي طاولتها أعمال العنف والحرب الأهلية التي شهدتها المحافظة، دعا مدير ملاك تربية محافظة ديالى عبد المطلب محمود إلى الاسراع في تأهيل 196 مدرسة خارج نطاق العمل التربوي في المحافظة. وقال محمود ل «الحياة» إن «أكثر من 64 مدرسة تعرضت الى التدمير الكامل فيما تستغل قوات الأمن عشرات المدارس كثكنات أمنية لها»، داعياً «الجهات الحكومية الى الاهتمام بالقطاع التربوي». وكانت مديرية تربية ديالى قررت اعفاء 94 مدير مدرسة ابتدائية من مهماتهم الادارية وتحويلهم الى معلمين بسبب تدني نسب النجاح والمستوى التعليمي في مدارس المحافظة». فيما عزا مسؤولون في قطاع التربية ل «الحياة» أسباب انخفاض نسب النجاح بين صفوف الطلبة الابتدائية والمتوسطة الى توقف 90 في المئة من مدارس ديالى عن الدراسة، وخصوصاً في مركز المحافظة والأقضية باستثناء مدارس خانقين والسعدية وجلولاء». وأوضح مصدر في قيادة شرطة ديالى طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» أن «قيادة شرطة ديالى أجرت اتصالات مع الجهات التربوية في المدينة وشيوخ العشائر لضمان حماية المدارس في المدينة بعدما تسببت أعمال العنف بحرمان آلاف الطلبة من اكمال تعليمهم، اضافة الى قتل وتهجير عشرات المدرسين». وكانت مدارس بعقوبة تحولت الى معاقل لمسلحي الميليشيا والتنظيمات المسلحة الاخرى في خان بني سعد وناحية بهرز وحي التحرير وقضاء بلدروز والخالص والمقدادية، في حين شملت حملات التهجير عشرات المدرسين وآلاف الطلاب عامي 2006 و2007. وفيما يثير انتشار انفلونزا الخنازير مخاوف الأسر في المدن العراقية الأخرى، تؤكد عائلات وأسر مهجرة في المدينة أن مخاوفها لا تتعلق بانتشار المرض بين صفوف الطلاب بقدر مخاوفها من عمليات الخطف التي قد تطاول أبنائها على أيدي عناصر المجموعات المسلحة التي عاودت نشاطاتها خلال الآونة الأخيرة. وأكد المواطن سليمان خليل أحد أبناء الأسر المهجرة التي تعرضت لاعتداءات على أيدي مسلحين بعد عودتها الى حي التحرير، أن «غالبية العائلات تعيش قلقاً من احتمال تعرض أبنائها الى الخطف لاجبارنا على العودة الى مناطق لجأنا اليها إبان حملات الترحيل الطائفية». ولكن الشيخ حسام عليوي المجمعي الذي اختير رئيساً عاماً لتشكيلات الصحوات التي تأسست عام 2007 في محافظة ديالى أكد ل «الحياة» نشر مفارز خاصة من تشكيلات الصحوة قرب المدارس والمؤسسات التربوية لمنع وقوع أي حالة خطف أو اعتداء مسلح بعد التنسيق مع القوات العراقية لمواجهة التحديات الأمنية، لا سيما بعد ارتفاع معدل أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة».