وقع المدير العام لهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة اتفاق تزويد المدينة الصناعية الثانية في جدة بخدمة التبريد المركزي مع الشركة الوطنية للإنتاج الثلاثي للطاقة، بنظام البناء والتشغيل ونقل الملكية B.O.T. ووفقاً للاتفاق سيتم تزويد المدينة الصناعية بنحو 100 ألف طن من خدمات التبريد، وسيتم عمل شبكة بخار للمرة الأولى في المدن الصناعية، وهذه الخدمات ستساعد في تقليل التكاليف على المصانع، وتوفير خدمة مميزة تساعد في توفير الطاقة والحفاظ على البيئة وزيادة الإنتاجية. وتم اختيار شركة الوطنية للإنتاج الثلاثي بعد دراسة وتأهيل مجموعة من مزودي الخدمة في هذا القطاع، وذلك للوصول للاستخدام الأمثل للطاقة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع بنهاية عام 2011. ويرتكز اتفاق التبريد المركزي للمناطق على تحقيق أهداف واستراتيجيات «مدن» بالشراكة الكاملة مع القطاع الخاص، والذي بموجبه ستتولى الشركة الوطنية للإنتاج الثلاثي للطاقة تمويل وإنشاء محطات التبريد وشبكات التوزيع وأجهزة التبادل الحراري، إضافة لتشغيلها لمدة 30 عاماً، بحجم استثمار يصل الى 1.1 بليون ريال، ما سيوفر على الحكومة تكاليف كبيرة تتعلق بالبنية التحتية للكهرباء والماء والتشغيل. وأوضح الربيعة أن أسلوب التبريد المركزي للمناطق يحظى حالياً بانتشار واسع، بسبب القيمة التي يضيفها مقارنة بالأساليب التقليدية لتبريد المباني، واستهلاكه القليل للطاقة مقارنة بأنظمة التبريد التقليدية. يذكر أن التبريد المركزي للمناطق يتم تطويره داخل المدن الصناعية من دون الاعتماد على المياه الصالحة للشرب، إذ يمكن لمحطات التبريد استخدام المياه المعالجة لتبريد المبردات مباشرة، وهو ما يسهم في الاستفادة مما تنتجه محطات معالجة المياه داخل المدن الصناعية وإعادة تدويرها بشكل يتيح استخداماً أفضل للثروة المائية. ويمكن أيضاً استخدام مياه الري وغيرها من المياه غير الصالحة للشرب كبديل في هذا المجال، لتكون النتيجة النهائية تحقيق مكاسب للبيئة ولعملاء نظام التبريد المركزي للمناطق. وتعتبر المدينة الصناعية الثانية بجدة أحد المشاريع الرئيسية في المملكة، إذ تبلغ مساحتها ثمانية ملايين متر مربع، وتتضمن شبكة متكاملة للطرق والأرصفة ومواقف السيارات واللوحات الإرشادية وأعمال الزراعة والتجميل، وشبكات المياه الصالحة للشرب، وشبكات الصرف الصحي ومجموعة من المحطات لمعالجة وضخ مياه الصرف الصحي، وخزانات مياه الري، وشبكات ري الزراعة، وشبكات التصريف وقنوات تجميع مياه الأمطار، ومحطات كهربائية فرعية، وشبكة توزيع الطاقة الكهربائية وأنظمة إنارة الشوارع، وأنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات. وتشرف الهيئة حالياً على 18 مدينة صناعية قائمة في مختلف مناطق المملكة، تزيد استثماراتها على 200 بليون ريال، ويعمل فيها أكثر من 300 ألف عامل، وتم طرح مشاريع تطوير مدن جديدة في كل من سدير، والزلفي، والطائف.