دعا رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية منظمة المؤتمر الاسلامي الى وضع خطة شاملة للدفاع عن المسجد الأقصى، في حين حذر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» النائب محمد دحلان من اندلاع انتفاضة ثالثة رداً على الاستخفاف الاسرائيلي بمشاعر المسلمين، واقدام جماعات يهودية متطرفة تحت غطاء سلطات الاحتلال، على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين داخله اول من امس. وطالب هنية الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان اوغلو في اتصال هاتفي أجراه معه أمس «بوضع خطة شاملة للدفاع عن مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى». وقال في بيان إن «مدينة القدس تعيش هذه الايام واحدة من أصعب مراحلها، اذ برزت المخططات واضحة جلية لتهويدها وطرد أهلها والاستيلاء على المسجد الاقصى المبارك وتحويله الى ما يسمى الهيكل، أو في أحسن الاحوال تقسيمه على غرار ما حدث في المسجد الابراهيمي الشريف في مدينة خليل الرحمن». ودعا العاهل المغربي «الملك محمد السادس الى عقد اجتماع عاجل للجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، لاتخاذ قرارات على مستوى المسؤولية كي تتحمل الأمة واجبها في الدفاع عن المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس، كي لا تبقى رهينة في يد المحتل ومؤامراته». وقال إن إسرائيل «تستخدم اللقاءات السياسية التي جرت مع السلطة الفلسطينية في نيويورك كغطاء لاعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته». وطالب السلطة «برفع يدها الثقيلة عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية في التعبير عن مشاعره». وأشار إلى أن «ما يحدث يدفع الجميع إلى تعزيز الوحدة الوطنية ودعم كل الجهود المصرية الهادفة إلى تحقيق المصالحة». وفي شأن الحوار المرتقب في القاهرة، لفت هنية إلى أن «وفد الحركة بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل يحمل في جعبته مواقف إيجابية على الورقة المصرية، ولديه بعض التعديلات التي تشكِّل إطاراً جامعاً لكل الفصائل على الساحة الفلسطينية». من جهته، حذر دحلان من «اشتعال انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني رداً على الاستخفاف الاسرائيلي بمشاعر المسلمين واقدام الجماعات اليهودية المتطرفة تحت غطاء سلطات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين داخله». واعتبر في بيان أمس «انتهاك حرمات المسجد الأقصى بمثابة لعب بالنار وتخط للخطوط الحمر لن يسمح به الشعب الفلسطيني وقيادته»، محملاً الحكومة الاسرائيلية «المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا العمل الخطير». وذّكر «بالهبة الجماهيرية الواسعة التي اشتعلت منها انتفاضة الأقصى المبارك رداً على دخول شارون المسجد الأقصى المبارك» العام 2000. ودعا «جميع الفصائل الفلسطينية الى التعالي على مشاكلها الداخلية والوقوف صفاً واحداً في وجه تهويد القدس والقضية الفلسطينية»، مؤكداً «ضرورة الرد على هذه التهديدات بالوحدة الوطنية وانهاء الانقسام»، كما دعا الى «تكثيف الجهود وتنظيمها والاثبات لاسرائيل والعالم بأكمله أن الشعب الفلسطيني في خندق واحد عندما تدنس مقدساته وتنتهك ثوابته». بدوره، اعتبر ممثل الشخصيات المستقلة في المصالحة الدكتور ياسر الوادية أن العدوان الإسرائيلي على الأقصى «يمثل ناقوس خطر أخير يدق باب كل فلسطيني ومسلم». ورأى في تصريح أمس أن «الواقع الفلسطيني الداخلي المهلل يتيح لدولة الاحتلال ممارسة عدوانيتها في حق المقدسات من دون وجود موقف موحد يستطيع مجابهة هذه الغطرسة ويلزمها بالانصياع الى المطالب العربية والإسلامية وحتى الدولية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني». وأشار الى أن «مجموعة واسعة من الشخصيات المستقلة من علماء مسلمين ورجال دين مسيحيين ورجال أعمال وأكاديميين ومثقفين ورجال إصلاح وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات الفلسطيني، تداعت الى عدد من الاجتماعات واللقاءات خلصت الى ضرورة الضغط على كل الأطراف وبكل السبل من أجل وضعهم أمام المطلب الشعبي والجماهيري في التوافق والمصالحة حتى يمكن الحفاظ على الثوابت والمقدسات الفلسطينية». من جانبه، رأى البطريرك ميشيل صبّاح أن «الاعتداءات الإسرائيلية التي تطاول المقدسات الإسلامية والمسيحية تحتاج الى وحدة وطنية فلسطينية شاملة كخيار حقيقي للرد على الممارسات العنصرية الاحتلالية». وشدد على أن «الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ينظر بخطورة بالغة الى الإجراءات التي تمارسها إسرائيل، وينتظر من القيادات السياسية إعادة تقدير الأمور من جديد على أساس أن المصالحة والوفاق أهم الخيارات الفلسطينية». ودان «حزب الله» امس «الاعتداء الآثم» الذي قامت به اسرائيل على المسجد الاقصى، معتبراً انه يشكل «إهانة كبرى» للامة الاسلامية، ودعا الى «المقاومة» كوسيلة وحيدة «لاستعادة الحقوق». كما دان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هذه الاعتداءات، ودعا المجتمع الدولي «الى الضغط على اسرائيل لوقفها».