أنستنا صدمة عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، أخطاءً جسيمة سبقت هذا الخروج المحبط، وصدمات وعثرات وإخفاقات وانكسارات تتبعها حسرات، حتى أصبحنا في الصفوف الخلفية نتبع «بفتح النون»، ولا نتبع «بضم النون»! في الرياضة وحدها يتحدث الإعلام الرياضي، ويصيح الشارع، وتبح الأصوات، ويبكي المشجعون، وتسير القافلة من دون أن يعترضها أحد، على رغم أننا نعيش في عصر التغيير والإصلاح، وتتسارع خطوات الوطن نحو اللحاق بالعالم الأول. لست مع من يقول أن الأمر - عادي جداً -، ويقصد بذلك خروجنا بهذه الصورة من تصفيات هي الأسهل على مستوى تصفيات كأس العالم في كل قارات العالم، فكيف سيكون حالنا لو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر أن يدمج قارتين في تصفيات واحدة! ترى لو حدث ذلك كيف سيكون حالنا، وأين سيكون موقعنا؟ ولأن ماحدث قد حدث، فإن من الأفضل الآن أن نتحدث عن - برنامج المستقبل -، الذي يجب أن يبدأ من تغيير موقف الشارع الرياضي من اتحاد كرة القدم، وإعادة الثقة بين الجمهور ولجان الاتحاد المختلفة. وفي تصوري أن مثل هذا التوافق وزرع الثقة يتم بتحديث العمل، وتطبيق الأنظمة واللوائح، من دون النظر إلى ألوان القمصان، مع المساواة في القرارات، وعدم التحيز لطرف دون آخر - كما تفعل بعض اللجان -، بسبب نفوذ نادٍ وضعف آخر! وما أكثر الحالات التي سعى فيها اتحاد كرة القدم لنصرة أندية سعودية، ولكنه قصّر وتقهقر في دعم أندية أخرى، وهي أخطاء تكررها لجان يفترض ويتوقع منها دعم اللعبة وتحفيز الجمهور، وإشاعة روح المنافسة الرياضية الشريفة، وليس العكس! ثم إننا متفقون على أن نظام الاحتراف أسهم كثيراً، بل إنه باعد كثيراً بين الأندية الممتازة، ويمكن القول أنه نجح في تحويلها إلى ثلاث فئات - مقتدرة ومتوسطة الحال وفقيرة -، وهذا ما انعكس بالتالي على الفريق الوطني، الذي بات يشكّل من أربعة أندية فقط! إن على اتحاد كرة القدم أن يجد طريقة وأسلوباً يمكّن به الأندية من الخامس إلى الثاني عشر، من أن يكون لها رعاة كما هو الحال مع الأندية الأربعة الكبيرة بمواردها المالية وجمهورها، وإلاّ فإننا قد نشهد في يوم ما إعلان ناد أو أكثر - إفلاسه - كما يحدث في بعض الدوريات الأوروبية! بوابات جميل جداً أن تبدأ هيئة دوري المحترفين في تطبيق تجربة العمل في البوابات الإلكترونية لتنفيذ مشروع التذاكر الذكية، والذي انطلق من استاد الأمير عبدالله الفيصل في مباراة الأهلي والاتفاق، وهي خطوة رائدة، ولكنني كنت أتمنى لو أنها طبقت في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد! ومع ذلك، وعلى رغم أنني سعيد بهذه التجربة، إلاّ أنني أرى أن إعادة تصميم مدرجات استاد الأمير عبدالله الفيصل، ليكون قادراً على استيعاب ثلاثين ألف متفرج، والبدء في تركيب الكراسي البلاستيكية، أسوة بملاعب العالم الحديثة، أولى وأجدى من أن نبدأ في تطبيق التذاكر الذكية في ملعب محال «إلى المعاش»! [email protected]