انشغل لبنان السياسي والثقافي والرياضي أمس، بحدث افتتاح الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية التي يستضيفها لبنان وتشارك فيها وفود من 42 دولة. وتحولت حفلة الافتتاح مساء أمس في مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، إلى تظاهرة سياسية نظراً الى حجم المشاركة، اذ تقدم الحضور رؤساء الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة والمكلف سعد الحريري اضافة إلى رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون على رأس وفد وزاري ونيابي، والأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف، و امير موناكو البير دوموناكو، وعدد كبير من وزراء الثقافة والرياضة رأسوا الوفود المشاركة إضافة الى حضور وزاري ونيابي لبناني. وكانت استعدادات الانطلاق استكملت لانطلاق الألعاب التي يشارك فيها نحو 3 آلاف رياضي من 42 دولة من أصل 70 دولة من أعضاء المنظمة الدولية للفرنكوفونية. وتتمحور نشاطات الدورة التي تستمر حتى السادس من تشرين الاول، على 7 مسابقات رياضية و6 مسابقات ثقافية. كما تنظم نشاطات مرافقة تتضمن سهرات غنائية ومعارض ومسارح. وتضمن احتفال الافتتاح فقرات فنية أحيتها الفنانة ماجدة الرومي والفنان السنغالي يوسو ندور اضافة الى عروض رقص وموسيقى شارك فيها أكثر من ألف راقص وعازف أشرف عليها المخرج الفرنسي دانيال شاربنتييه. وترأست لجنة تنظيم الاحتفال السيدة نورا جنبلاط. الافتتاح وبعد استعراض الفرق المشاركة ألقى ضيوف كلمة الفرنكوفونية، حيا فيها «الانتصار اللبناني، انتصار التسامح، والانتخابات على العنف». وذكر بشعارات الفرنكوفونية في التنوع والتضامن، داعياً الى الحوار والتضامن والشراكة والتنوع. ووجه كلمة واحدة هي الأمل بالمستقبل والحياة. كلمة سليمان ثم تحدث سليمان في كلمة بالفرنسية افتتح بها الدورة، واستهلها بالترحيب بالمشاركين، مذكراً بالقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين الفلسطينيين. وقال: «ان الحدث الرياضي - الثقافي الذي ينطلق اليوم يعكس صورة التضامن والتنوع والتفوق، وهي صورة مشرقة لازمت لبنان منذ عهده بالحياة ولم تغب يوماً أو تتراجع على رغم ما حل به من محن وصعاب. وهو يؤكد بالتالي ان بيروت هي مدينة كل الحوارات وهي كانت، وما زالت، تحتضن مروحة واسعة من الثقافات الوافدة من شرق وغرب، والتي تمكنت عبر تفاعلها وتواصلها من اضفاء هوية مميزة على هذه المدينة العريقة». وأضاف سليمان مخاطباً المشاركين: «نرحب بكم في وطن الأرز حيث يتقاطع عند منعطفاته: الأمس الغابر واليوم الحاضر والغد الآتي، وتتقارب الأعراق والأجناس وتتهافت الحدود الجغرافية ويتوحد الجميع اليوم من خلال لغة كونية تنبض حروفها بالتواصل الارادي الحر». وشدد على أن «لبنان الذي يستهدي عنوان هذا الحدث الكبير «الذهاب والعودة» يؤكد حضوره القوي دولياً وعربياً وانتقاله الى دائرة الحياة، دولة مدنية، ديموقراطية، جامعة كل أبنائها تحت سقف الدستور والقانون». وأضاف: «من هذا المكان بالذات، ومن بيروت عاصمة لبنان، أم الشرائع، حاضنة المعهد الأول للحقوق وداعية النهضة الفكرية والثقافية والعربية، أعلن باسم الجمهورية اللبنانية افتتاح الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية». ضيوف إلى ذلك، التقى الحريري ظهر اليوم في بيت الوسط الامين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبده ضيوف الذي يزور لبنان حالياً للمشاركة في افتتاح دورة الالعاب الفرنكوفونية. وعقد الحريري مع ضيوف اجتماعاً حضرته عقيلة ضيوف والوفد المرافق ونادر الحريري والمستشار هاني حمود، جرى خلاله عرض للأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان والمنظمة الفرنكوفونية. بعد ذلك اقام الحريري مأدبة غداء على شرف ضيوف والوفد المرافق زار وزير الثقافة تمام سلام ظهر أمس ضيوف في مقر اقامته في فندق الحبتور ترافقه مندوبة لبنان الدائمة لدى المنظمة السفيرة سيلفي فضل الله، وكانت مناسبة شكر له فيها اهتمامه بلبنان وبحث معه في الملفات الثقافية المشتركة بين لبنان والمنظمة الفرنكوفونية منها إنشاء المكتبات العامة وتنشيط الثقافة ومشاركة المنظمة في معرض الكتاب الفرنسي في بيروت في اطار «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، إضافة الى العمل على استكمال الخطوات لاشتراك لبنان في المعاهدة اللغوية التي تعمل عليها المنظمة». وأكد ضيوف ان «لبنان هو مختبر التنوع الثقافي والحضاري وله أولوية كبرى»، وشدد على أنه لن يوفر اي جهد لدعم الثقافة في لبنان كما كان دائماً. افتتاح معرض من جهة اخرى، افتتح سلام معرض الاعمال الفنية المشاركة في ثلاث مباريات في دورة الالعاب الفرنكوفونية: الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي في قصر الاونيسكو، في حضور امير موناكو البير دوموناكو، وزيرة الثقافة في مقاطعة كيبك الكندية، وزير الثقافة في النيجر وعدد من المسؤولين في البعثات الثقافية في الدول المشاركة في المسابقات الفرنكوفونية وسفراء الدول المشاركة، علماً ان هذا المعرض هو انطلاق المباريات الثقافية. والتقى سلام عدداً من الفنانين الفرنكوفونيين واطلع على اعمالهم ونشاطاتهم. ورحب سلام بالمشاركين «في هذا الاحتفال الكبير الذي يسعدنا نحن في لبنان ان نحتضنه ونواكبه وان نعطيه كل ما عندنا من امكانات وطاقات لنؤمن له النجاح الكامل، لأننا نعتقد ان نجاح لبنان في علاقته الدولية وخصوصاً في اطار الدول المنضوية في المنظمة الفرنكوفونية يعزز العلاقة بين الشعوب وبين الدول بما فيها الخير العام لحاضر هذه الشعوب ومستقبلها على مختلف المستويات». وأضاف: «اليوم بالذات في اطار هذه النشاطات الفنية الكبيرة من رسم ونحت وتصوير فرصة لنا ولكم لتبادل ولاعطاء هذا الحقل وهذا الميدان الفني حقه من الرعاية والدعم والمواكبة، أتمنى لكم جميعاً ايها المتبارون في هذا المجال افضل زمن النجاح والفوز، وبالنتيجة الفوز هو ليس لفرد او لشابة او شاب بقدر ما هو فوز لنا جميعاً في اطار المنظمة الفرنكوفونية وفي لبنان بالذات لما فيه مستقبل هذه الشعوب والدول». واعتبر وزير الاعلام طارق متري «ان اقامة الدورة في لبنان حدث كبير يؤكد ما للبنان من رصيد ومحبة وتقدير لدى دول العالم وترجمة للتعاون الثقافي والتنوع الذي تمثله منظمة الدول الفرنكوفونية»، مشيراً الى «ان حلم اقامة الدورة في لبنان راود الرئيس الشهيد رفيق الحريري منذ منتصف التسعينات لا سيما ان لبنان عضو مؤسس وفاعل ومؤثر داخل المنظمة». وتمنى ان تحقق المشاركة اللبنانية نتائج مقبولة في المنافسات الثقافية والرياضية.