بولونيي بيلانكور(فرنسا) - أ ف ب - يتناول معرض ينظم في بولونيي بيلانكور، المدينة الفرنسية التي احتضنت في الماضي استوديوات الفن السابع، حياة الممثلة الفرنسية بريجيت باردو، رمز الإثارة التي هزت أسس المجتمع الفرنسي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.ويتوقف المعرض عند مرور باردو في اوساط السينما في سبعينات القرن العشرين وعند مواقفها الجريئة عندما قررت ان تدير ظهرها للفن السابع في التاسعة والثلاثين من عمرها لتكرس جهدها للدفاع عن الحيوانات. ورفضت باردو ان تلتقط لها الصور او ان تقف امام عدسات الكاميرات لمناسبة المعرض الذي تزوره بفخر لكن من دون اي حنين الى الماضي. وفي مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية قالت باردو متوجهة الى الصحافي هنري جان سيرفا، صديقها الحميم الذي تولى تحضير المعرض والإشراف العام عليه: «لقد مررت في الفترة الأخيرة باختبارات صعبة جداً، تعرضت خلالها الى المقاطعة وإلى سوء المعاملة، وفي حال كان ثمة اسلوب مختلف اليوم للنظر الي، فهذا امر جيد». وأضافت الممثلة التي دينت مرات عدة بتهمة التحريض على الحقد ضد الجالية المسلمة في فرنسا: «قيل أنني عنصرية وفاشية، وهذا امر مناف تماماً للحقيقة». غير ان المعرض الذي يستضيفه «اسباس لاندوفسكي» على مساحة تسعمئة متر مربع الى الحادي والثلاثين من كانون الثاني (يناير) المقبل، لا يهتم سوى باسطورة باردو التي تفصح عن نفسها في مشهدية مرتبة زمنياً، عبر 17 فيلماً من أشهر اعمالها، ويؤخذ الزائر ايضاً في جولة عبر مسيرة الممثلة المضطربة وفضائحها التي ساهمت في تحرر المرأة وبدلت العادات. يقول هنري جان سيرفا: « لا نكتشف باردو فحسب، نكتشف حقبة برمتها، نطلع على فرنسا الخمسينات من القرن المنصرم، يجعلنا المعرض نفهم على نحو افضل لماذا بدلت بريجيت باردو مجموعة القواعد الأخلاقية التي كانت سائدة». ويضيف وهو يقف امام اقتباسات لسيمون دوبوفوار ومارغريت دوراس وفرانسواز ساغان في شأن بريجيت باردو: «نخبر من خلال المعرض تاريخ سيدة حاولت من دون توقف ترويض حقبة من طريق التزامها الدائم رغباتها ونزواتها الذاتية». ويضم المعرض للمرة الأولى اكثر من الف صورة وملصقات ومقتطفات من وأفلام وثائقية وغيرها ومقتنيات خاصة من بينها فستان زفاف باردو الشهير من القماش القطني الزهري ودراجة «هارلي ديفيدسون» النارية التي تحمل حرفي اسمها «بي بي». والمعرض ثمرة حشد جهود استوديوات الأفلام و «سينيماتيك فرانسيز» ووكالات التصوير الفوتوغرافي وسواها. وكان ثمة دور لأصدقاء الممثلة المقربين ايضاً من بينهم الان دولون وغونتر ساك، وهو احد ازواج باردو السابقين الذي اقرض المعرض لوحتي بورتريه لباردو من توقيع التشكيلي اندي وارهول لم يسبق ان عرضتا للجمهور. ويتذكر هنري جان سيرفا ان «باردو باعت كل شيء منذ ثلاثين سنة لمصلحة مؤسستها للرفق بالحيوان، و قبل سنة لم يكن في حوزتنا اي شيء لنعرضه». ولا تشاهد باردو أياً من افلامها القديمة موضحة أنها ليست ممثلة اطلاقاً، انما عمدت الى تقمص الشخصية التي كانت تطلب منها. وللمرة الأولى ايضاً يمكن مشاهدة افلام عائلية تستعيد الممثلة في طفولتها، فضلاً عن رؤية الشهادات التي حصلت عليها في الرقص الكلاسيكي، وهو شغفها الأساسي. وفي ركن من المعرض وبعد المرور بفيلم «اي ديو كريا لا فام» (وخلق الله المرأة) يمكن الزائر ان يتابع علاقات باردو الغرامية التي جمعت تحت عنوان «فارسة محاربة ودون جوان امرأة»، علماً ان الممثلة استحوذت على روجيه فاديم وسامي فري وجاك شارييه الذي انجبت منه ابناً فضلاً عن سيرج غانزبور وجيلبير بيكو وجان لوي ترانتينيان. وبعد سسلسلة من الأفلام الأخرى نصل الى مناخ بحري مع التوجه الى مادراغ، وثمة زاوية جهزت على نسق مكتب رئيس البلدية حيث يبرز تمثال باردو النصفي التي كانت «ماريان» ملهمة الجمهورية الفرنسية. وبعنوان «بابيت تعلن الحرب» يلاحق المعرض نضال النجمة لأجل الحيوانات من طريق صور تظهر التعذيب وسوء المعاملة التي تتعرض لها.