كتب أنطوان بارود رسالة وداع «إذاعية» لمونتي كارلو لمناسبة تقاعده بعد ثلاثين سنة وراء ميكروفونها. هنا بعض من رسالته: «من أواخر هذه الطاولة وهذا الورق وهذا الشباب أتذكر الجاهلي الذي كأنه غنى عن حالي: تعشقتُ وهي غرٌّ صغيرةٌ / ولم يبد للأتراب من صدرها حجمُ / صغيرين نرعى البُهم يا ليت أننا / الى الآن لم نكبر ولم تكبر البهمُ! أما ليلاي - وهي الاسم الحركي لمونتي كارلو الدولية - فكبرت أكثر مني على رغم كثير شيبي وكثير صبغها شعرها بأسود الغراب. ليلاي ترهلت بعدما كانت غراً صغيرة فكعبت وأعصرت، على قول عمر، وفطمت حتى «رحم الله زمان اللبن» على قول نزار. ومع هذا كله لا تزال تحبني وأحبها. بدأت حكايتي معها في مطلع سبعينات القرن الفائت. قصدها رفاق هواء وطلاب هوى و سادة مزاج و آنسات زواج و تساقطوا في أحضانها ما بين مُقال و مستقيل...و قتيل. أحبها أطيب الناس و غمرت بعطفها أقلهم طيبة وبقيت على الوعد رغيف الجياع الى الحرية و كأساً لعطش الهاربين من جماهيريات البطش. أودعها للمرة الأخيرة على هواء الورق: يا طيبة القلب يا ليلى، سأظل على عهدك القديم، قديم الهوى و الشباب».