دخلت أشجار العنب الطائفي منذ أيام عدة مرحلة تقليم العناقيد، تزامناً مع بزوغ نجم «سعد الذابح» وبداية برج «الدلو» الذي يشتد خلاله ما يسمى محلياً «موجة برد الطرف»، والتي تستمر لمدة شهر، معتمدة على الجهد الذاتي بغية إنتاج ثمرة بجودة عالية. وأوضح الدكتور جمعان السيالي المهتم بزراعة العنب خلال حديثه إلى «الحياة» أن عملية التقليم تستمر لمدة 30 يوماً بواسطة أدوات يدوية بدائية، تتمثل في قص الفروع الزائدة، تقصير المسافات بين الأغصان والجذور، وتوزيع الماء على أجزاء الشجرة كافة بصورة صحيحة وعادلة. وأشار إلى أن التقليم يتم مرة واحدة كل عام، إذ إن شجرة العنب من النوع النباتي الحساس الذي يتطلب خبرة ودراية بكيفية التعامل معه، مضيفاً: «لعنب الطائف أنواع مختلفة في اللون والمذاق، وأشهرها النوع الرازقي، يليه البناتي الذي ينمو من دون بذور، وكلاهما لونه أبيض، بيد أن الأول أصيل محافظ على هويته يتخذ من تربة قرى السياييل الواقعة جنوبالطائف مساحات، يرفض النمو فيها سواها، ويترعرع في الحقول الزراعية، ويقدم ثمرة بمواصفات تنعدم تماماً في الأنواع الأخرى، وهذا التكيّف يرجع إلى جودة التربة، إذ إن نسبة ملوحتها منخفضة». وقال إن ارتفاع الملوحة في غيرها يعتبر حاجزاً أمام نمو أشجار العنب الذي يتطلب نسبة ملوحة أقل من 600، وتجاوزها يؤدي إلى موت أشجار العنب خصوصاً الرازقي، أما الأخير فهو دخيل لا تُعلم جهة قدومه، متقلب المذاق. وتابع: «يوجد نوعان آخران هما القردي والنعماني ذو اللون الأسود قليل الإنتاج، القردي عناقيد حبوبه متقاربة في حين أنها في النعماني متباعدة، ويحتل الرازقي المركز الأول من حيث الطلب في الأسواق، وأسعاره في حدود ال 50 ريالاً للكيلو الواحد فقط». وأفاد الدكتور السيالي بأن شجرة العنب شديدة الحساسية من اللمس أو سوء الرعاية، إذ إن نسبة السقيا تكون في حدود معينة، وكثرة الماء تفسد مذاق الثمرة، والعمل على الاهتمام بها يلزمه 10 أشهر من عمر السنة، ما بين سقيا وتقليم وحماية، مشيراً إلى أن مرض السواد المعروف طبياً باسم الرمد الطبيعي يعد المرض الوحيد الأشد خطورة على أشجار العنب. من جهته، أكد مدير العلاقات العامة في فرع وزارة الزراعة في محافظة الطائف عائش الطلحي ل «الحياة» أن الطائف وقراها تضم 80 ألف شجرة عنب، غالبيتها تقع جنوب المحافظة، مشيراً إلى أن نسبة الإنتاج في مجال زراعة العنب أخذت في التوسع خلال الخمسة أعوام الأخيرة. وأرجع هذا الانتشار إلى اتباع المزارعين طريقتين حديثتين في الري أسهمتا في ترشيد استهلاك المياه، وهما طريقتا الري بالتقطير والتنقيط، واستبعد المزارعون الري بالغمر الذي يستنزف كميات كبيرة من المياه.