أوصى منتدى المدينة الاستثماري الأول في ختام أعماله أمس بالسعي إلى ترجمة فكرة «صنع بالمدينة» إلى بصمة تجارية عالمية تتمتع بصدقية ومواصفات ومعايير تحمل قدسية المدينة والثقة الفطرية بمكانتها لدى أكثر من بليون مسلم. وطالب المنتدى بالعمل على تطوير أدوات سوق العمل المحلية بزيادة التوظيف في القطاعات التي تستوعب وتناسب القدرات الشابة السعودية، وبخاصة في قطاعات مثل السياحة والتجارة، وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإعطاء أفضلية في عقود المشاريع الحكومية وشبه الحكومية للمواد المنتجة محلياً بالاستفادة والتنسيق مع الأنظمة في هذا الشأن، مثل نظام المشتريات الحكومية. وخلال الجلسة الختامية للمنتدى أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور حمد بن محمد السماعيل أن السياحة في أي مكان في العالم يصنعها القطاع الخاص، وأن الدولة هي الجهة التي تهيئ البنيات الأساسية وتقدم التسهيلات اللازمة لتطويرها وازدهارها، وهذا ما قامت به المملكة في كل المناطق التي تملك المقومات السياحية، خصوصاً منطقة المدينةالمنورة التي تعتبر واحدة من أميز المناطق التي تتوافر بها ميزات سياحية فريدة. وأشار إلى أن مشروع الرايس هو المشروع الرئيس للهيئة في منطقة المدينةالمنورة هذا العام، وتسعى الهيئة إلى إنجاحه بالتعاون مع غرفة تجارة المدينة والجهات ذات العلاقة. وتناول الدكتور يوسف بن حمزة المزيني من هيئة السياحة في ورقته الفرص الاستثمارية في المشاريع السياحية بمنطقة المدينةالمنورة، مستعرضاً استراتيجيات عمل هيئة السياحة والآثار في جميع مناطق المملكة، موضحاً الفرص ومجالات الاستثمار فيها، مثل الاستثمار في منشآت الإيواء، وتنظيم الرحلات السياحية، وقال إن هناك حاجة ماسة للمزيد من منظمي الرحلات السياحية الفاعلين في المنطقة وكذلك في قطاع الإيواء، تتمثل في وكالات السفر والسياحة. وفي الجلسة الرابعة تحدث أمين منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد بن عبدالقادر طاهر عن المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها في منطقة المدينةالمنورة، مؤكداً أنها ستدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، وتسهم في ضخ أموال كثيرة للسوق المحلية. وتناول الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص خالد محمد العبودي التمويل الإسلامي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن التمويل من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأن الحكومة السعودية تولي أهمية كبرى لهذا الموضوع، وقال إن المدينةالمنورة أصبحت مواتية للاستثمار بفضل اكتمال البنيات الأساسية. وشدد على أن الفرق واسع بين مصادر التمويل الإسلامي ومصادر التمويل التقليدي العالية المخاطر، وأكد دور البنك الإسلامي واستعداده للمساهمة في تمويل المشاريع ودعم المستثمرين في مجال الإسكان والزيوت النباتية والطبية. أما نائب مدير إدارة الائتمان بصندوق التنمية الصناعية كمال بن عبدالرحمن المطلق فتحدث عن التمويل الصناعي، وقال إن المشاريع الممولة في منطقة المدينةالمنورة بلغت 110 مشاريع بقيمة 12.274 بليون ريال، وهناك اتجاه لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتطوير البنية التحتية للمدن الصناعية، ودعم المصانع في المناطق الأقل نمواً، ومشاريع التدريب والمستودعات. يذكر أن المنتدى شهد إطلاق أمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز مبادرة شركة نماء المنورة، وأعلن تشكيل مجلس الاستثمار لمنطقة المدينةالمنورة، وأطلق مبادرة «صنع بالمدينة»، كما تم خلال المنتدى إطلاق مبادرات استثمارية بحجم تمويل قارب بليوني ريال، شملت تأسيس وإطلاق شركة المدائن للتطوير السياحي برأسمال 100 مليون ريال، وتأسيس وإطلاق شركة قاف لإدارة وتطوير الأوقاف برأسمال 1.2 بليون ريال، وإطلاق كلية منار الفكر لإدارة الأعمال برأسمال 100 مليون ريال، وتأسيس وإطلاق شركة مصنع الإسراء للألومنيوم برأسمال 350 مليون ريال.