انتهجت الشركات الخدمية على مستوى العالم، خصوصاً في الدول المتقدمة، دمج أكبر عدد من الخدمات في باقة واحدة، إذ شكل هذا النوع من الخدمات المتكاملة ضرورة لما تقدمه من مجموعة مزايا أبرزها توفيرها للمستخدمين عبر مقدم خدمة واحد موفراً بذلك عليه الوقت والجهد. وفي السعودية لوحظ تركيز شركاتنا الوطنية على تقديم الخدمات المتكاملة التي تدمج عدداً من الخدمات لتقدم في بوتقة واحدة للمستخدم بمجرد طلب واحد، وما يترتب على ذلك من حصوله على خدمات ما بعد البيع من صيانة وتطوير للسرعات وغيرها من جهة واحدة، بدلاً من التوجه الى أكثر من جهة وإضاعة الوقت في معرفة مصدر الخلل ثم إصلاحه، إضافة الى تنظيم موازنة الفرد بالشكل الذي يحقق له قدرة أفضل على إدارة شؤونه المالية. من وجهة نظري تعد المنافسة هي السبيل الأمثل لتطوير مستوى الخدمات المتكاملة في المملكة، ولنا في شركات الاتصالات خير مثال، إذ ظهرت أخيراً مجموعة من الخدمات المتكاملة ذات القيمة المضافة تشابه في محتواها الخدمات المقدمة من شركات الاتصالات الاميركية التي تسعى جاهدة الى تسهيل نمط حياة عملائها من خلال تخصيص مبلغ ثابت ومحدد يدفعه المستخدم في مقابل مجموعة من الخدمات، وفي مقابل ذلك يجب على الجهات الرقابية والمؤسسات الحكومية مراقبة هذه التنافسية لتحقيق الهدف المنشود بالشكل الذي يدفع بعجلة هذا القطاع او ذاك الى التطور. دور الأم في بناء الأسرة أحمد محمد مليجي - الرياض الأم التي أقصدها في العنوان هي «أم الزوجة أو الزوج» وهي «جدة المستقبل»، إن الصورة السلبية التي رسمها البعض منا عن بعض الأمهات «الحموات» غير صحيحة، فالكلام الكثير الذي يقال عنهن وفي حقهن بأنهن ذوات عداوة وكراهية تجاه أزواج بناتهن أو زوجات أبنائهن لا يعبر بشكل أو بآخر عن الواقع الذي نعيشه ويعيشه مجتمعنا العربي والإسلامي، فمن المعروف أن الآباء يسعون بكل الطرق لتوفير الراحة والأمان لأبنائهم، وبالفعل هناك دور قوي وإيجابي تؤديه «الحماة» لمساعدة أبنائها على بناء حياتهم الأسرية ويهدف إلى الحفاظ على بيوتهم، فهي لا تبخل على أبنائها بالنصائح قبل وبعد الزواج، فكثيراً ما تحتاج الفتاة إلى أمها لتستشيرها في العديد من الأمور الخاصة بالزواج لتستفيد منها ومن خبرتها الحياتية قبل الذهاب إلى بيتها، فمن المعروف أن رعاية الآباء لأبنائهم قد تمتد إلى آخر دقيقة في عمرهم، فالآباء يسعدون بسعادة أبنائهم وتزداد فرحتهم حينما يرون البهجة والاستقرار في حياة أبنائهم، وتغمرهم السعادة أيضا عندما يلعبون ويمرحون مع أحفادهم. لماذا إذن هذا الكم الهائل من الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تعطي صورة معاكسة عن الحموات؟! هذه المواد وغيرها تسيء إلى «الحموات» وتجعل كل مقدم على الزواج يأخذ فكرة سلبية عن حماته قبل أن يراها ويرى ردود أفعالها معه، بل ربما يكون حذراً في تعاملاته معها وينسى أنها في مكانة أمه وأنها تعتبره ابنها منذ لحظة ارتباطه بابنتها. نحن لا ننكر أن هناك بعض التجاوزات من بعض الحموات التي قد ينتج عنها خلافات حادة بين الزوجين، ولكن مثل هذه الأمور الفردية لا نراها إلا من فئة قليلة من الذين يعجزون عن حل مشكلاتهم الخاصة ويسمحون بمثل هذه التدخلات في حياتهم، وإذا زادت الخلافات بين الزوجين ووصلت بهم إلى طريق مسدود، فعلى سبيل المثال نرى من الطبيعي جداً أن نجد تدخل «الحماة» لحماية ابنتها من زوجها ومن معاملته السيئة لها إن لزم الأمر ذلك، لذا لا ينبغي علينا أن نلقي اللوم على «الحماة» ونحملها أخطاء تدخلاتها في حياة أبنائها، فهي في الأخير إنسانة وأم تريد أن ترى أبناءها في أحسن حال. [email protected]