تقام اليوم (الأحد) 4 مباريات في ختام المرحلة الأولى بمونديال الشباب، إذ تلتقي في المجموعة الخامسة البرازيل مع كوستاريكا وتشيخيا مع أستراليا، فيما يلتقي الإمارات مع جنوب أفريقيا وهندوراس مع المجر في المجموعة السادسة. وتعطي مدينة بورسعيد إشارة الانطلاق لمواجهة نارية في المجموعة الخامسة، إذ تسعى كوستاريكا بطلة الكونكاف إلى تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل على حساب البرازيل بطلة أميركا الجنوبية والتي تعتبر المرشحة فوق العادة لإحراز اللقب في غياب حامل اللقب الأرجنتين. ولم يتمكن أي منتخب في تاريخ كأس العالم للشباب من تحقيق انتصارات أو تسجيل أهداف أكثر من البرازيل، ومعظم النقاد يتوقعون أن تكون كوستاريكا ضحيته الجديدة. وشارك منتخب «السامبا» في أول بطولة في تونس عام 1977، ومن يومها وحتى الآن يشارك بانتظام حتى بلغ رصيد مشاركاته 15 مرة، ونجح في الفوز باللقب 4 مرات، ويعتبر المهاجم والتر أحد أبرز نجومه، إضافة إلى دوغلاس كوستا ولاعبي الوسط ساندرو وجوليانو والمدافع ويلينتون سوزا وحارس المرمي رينان. بيد أن قدرات المنتخب الكوستاريكي ظهرت بقوة خلال التصفيات القارية، والتي توجها المنتخب الكاريبي بفوز لافت على أميركا بثلاثية نظيفة فاجأ بها الجميع. ويشعر المنتخب الذي يشرف على تدريبه رونالدو غونزاليز بثقة عالية بإمكان تحقيق المفاجأة على حساب أي فريق، لكن على رغم الموهبة التي يتمتع بها لاعبو المنتخب الكوستاريكي، فإنه يعاني من بعض نقاط الضعف أيضاً. وكان عام 1989شهد مشاركة كل من مدربي كوستاريكا والبرازيل رونالدو غونزاليز وروجيريو لورنكو على التوالي في كأس العالم للشباب كلاعبين، وكلاهما ارتدى القميص رقم 5 في البطولة التي أقيمت في السعودية، وحده روجيرو أصاب نجاحاً في تلك البطولة بحلول منتخب بلاده ثالثاً بعد سقوطه أمام المنتخب البرتغالي الذهبي في نصف النهائي، وعلى رغم الجهود التي بذلها غونزاليز فشل المنتخب الكوستاريكي من تخطي دور المجموعات بفارق الأهداف. ويؤكد مدرب البرازيل روجيريو لورنكو: «كان من الصعب تحليل أداء كوستاريكا، لأننا لم نتمكن من متابعة مبارياتها ولا نعرف الكثير عنها، بالطبع لاحظنا نتائجها اللافتة في التصفيات، لكن المباراة الأولى مهمة جداً في أية بطولة لأن الكثير من الضغوطات ترافقها، وسنبذل قصارى جهدنا لنخرج فائزين». وقال مهاجم كوستاريكا خوسويه مارتينيز: «لدينا فرصة رائعة لنثبت قدراتنا، نريد الفوز بأول مباراة لنا من أجل الانتقال إلى الدور الثاني، ثم الذهاب إلى أبعد، المهم أن ندخل المباراة ونبذل قصارى جهدنا». تشيخيا - أستراليا مرت سنتان وثلاثة أشهر على خيبة أمل المنتخب التشيخي الذي خسر نهائي النسخة الأخيرة أمام الأرجنتين بعد أن حقق المنتخب الأوروبي مشواراً رائعاً وكان الحصان الأسود في البطولة، أما طموح المنتخب التشيخي بقيادة مدربه جايكوب دوفاليل الذي رقى إلى هذا المنصب بعد أن كان مساعداً للمدرب في كندا قبل سنتين، فهو تحقيق نتيجة أفضل في مصر2009. وتشارك تشيخيا في المونديال للمرة السادسة، وتأهلت عن طريق بطولة أوروبا والتي استضافتها على أرضها العام الماضي، ويعتبر توماس نيسيد أخطر المهاجمين، إضافة إلى ليبوركوزاك وميروسلاف شيبانيك. من جهته، يطمح المنتخب الأسترالي لتحقيق نتيجة إيجابية للظفر بأول 3 نقاط في مجموعة «الموت» وقد كرّر منتخب أستراليا للشباب إنجاز المنتخب الأول لان عودته إلى المسرح العالمي كان صناعة مدرب هولندي آخر محنك. وبات الإصرار والقوة والانضباط صفات أساسية في هوية المنتخب الأسترالي بإشراف فيرسليين ليؤكد بأنه أصبح فريقاً لا يستهان به أمام أي منافس، ويشارك المنتخب الأسترالي للمرة ال12 ولم يخسر أية مباراة افتتاحية، فغالباً ما يحقق انطلاقة قوية بدليل فوزه في 7 مباريات وتعادل في خمس. ويسعى «الكانغارو» إلى تحقيق إنجاز أفضل من الذي حقق عامي93 و91 عندما حقق المركز الرابع، وقد يجد في مونديال2009 فرصة لتحقيق ما هو أبعد من المركز الرابع، وتأهل الفريق للمونديال بعد أن تصدر المجموعة الرابعة في كأس آسيا للشباب بالسعودية ومن أبرز لاعبيه سفيتانوفسكي وأوليفر بوزانيك وأليكس كيساك وجيمس هولاند وبن كانتاروفسكي وكوفي داريننج... ويقول مدرب تشيخيا جايكوب دوفاليل: «يتوجب علينا أن نركّز على المباراة الأولى، لأن الكثير قد يتعلق بنتيجتها، إذا نجحنا في التغلب على أستراليا سنملك فرصة جيدة للتأهل إلى الدور الثاني، وعلى رغم أن أستراليا منتخب صعب لكننا نستطيع أن نتغلب عليه». فيما يؤكد مدرب أستراليا يان فيرسليين: «تملك تشيخيا منتخباً قوياً، نتوقع بعض الأحداث المثيرة في هذه المجموعة، لكن طموحنا بلوغ الدور التالي، ونحتاج على الأرجح إلى 4 نقاط لكي نتأهل وسنحاول أن نحصد هذه النقاط ضد تشيخيا وكوستاريكا». بطل آسيا يبحث عن بداية مثالية يواجه منتخب الإمارات بطل آسيا للشباب على ملعب الإسكندرية منتخب جنوب أفريقيا المصمم على إحداث المفاجأة في هذا العرس الكروي العالمي. وتعد الإمارات الوحيدة ضمن المجموعة السادسة التي تأتي إلى أرض الفراعنة، وهي تحمل معها اللقب القاري، ما يمنحها أفضلية على المنافسين، إلا أن جنوب أفريقيا أبلت بلاء حسناً وقدمت أداء جميلاً خلال التصفيات الأفريقية، وأتت إلى مصر وهي تحمل طموحات كبيرة، علاوة على ذلك ستمثل هذه المواجهة نزالاً ثنائياً من نوع خاص بين الهدافين أحمد الجنيبي وكرميت أراسموس اللذين كانا قد برهنا على حسهما التهديفي ومهارتهما في وجه الخشبات الثلاث. وفي مشاركتها في ماليزيا 1997 والولايات المتحدة 2003 حلت الإمارات في المركز الثالث في دور المجموعات وتأهلت إلى ثمن النهائي بوصفها أفضل منتخبات المرتبة الثالثة، ويقود المنتخب العربي المدير الفني الوطني مهدي علي حسن ومن أبرز اللاعبين أحمد خليل علي ودياب عوانه. فيما مر أكثر من عقد منذ آخر مرة ذاقت فيها جنوب أفريقيا حلاوة الانتصار في إحدى البطولات الكبرى لكرة القدم، ومع ذلك فإن منتخب الشباب عازم على وضع نهاية لهذه الإحصائية في مصر 2009 , فقد تسبب فوز منتخب «البافانا بافانا» بكأس الأمم الأفريقية عام 1996 في إحداث فرحة عارمة في بلد كان قد نجح لتوه في القضاء على نظام التمييز العنصري، وقد نظر لفوز جنوب أفريقيا بالبطولة على أنه بداية ثورة في طرف القارة الأفريقية ولكن البلاد لم تشهد تلك الثورة الكروية الموعودة، بينما قد يحتاج الأمر إلى معجزة صغيرة لكي تحقق جنوب أفريقيا الفوز في ميدان تتصارع فيه صفوة منتخبات العالم إلا أن صانع الألعاب المتألق ماندلا ماسانغو يرى أن فريقه قادر على التغلب على الصعاب قائلاً: «من المؤكد أننا ذاهبون هناك للمنافسة كما أننا عازمون على بذل قصارى جهدنا». وأضاف: «نحن مدركون أن البطولة لن تكون سهلة ولكننا مصممون على النجاح وهذا هو الأهم , نحن فريق جيد ولدينا عدد كبير من اللاعبين الموهوبين وأعتقد أنه بوسعنا أن نحقق بعض المفاجآت في البطولة «. من جهته يؤكد مدرب المنتخب الإماراتي مهدي علي حسن: «بذلنا قصارى الجهد لإعداد لاعبينا على أحسن وجه ليتمكنوا من مواجهة المعوقات بكافة أنواعها. ونحن نطمح إلى الوصول إلى أبعد ما يمكن وأن نتجاوز دور المجموعات وأن نمثل بطريقة مشرفة كرة القدم الآسيوية عموماً والإماراتية بوجه خاص». هندوراس - المجر تشهد مصر 2009 خامس ظهور للمنتخب المجري في نهائيات كأس العالم للشباب، وقد أخفق هذا المنتخب في صنع اسم له على الصعيد الدولي في جميع البطولات التي شارك فيها 1977 (تونس) 1979 (اليابان) 1985 (الاتحاد السوفيتي سابقاً) 1997 (ماليزيا) وكانت هذه النهائيات شاهداً على خروجه مبكراً من الجولات الأولى, وقد تتغير الأمور إلى الأحسن بقيادة المدرب «ويلكو فان بيورين» الذي يقود مجموعة من الشباب الموهوبين يمتطون الآن قمة موجة التألق بعد أدائهم المبهر في البطولة الأوروبية العام الماضي، ما سيجعل تطورهم في المونديال الحالي أمراً يكاد يكون طبيعياً وليس بالمفاجأة الكبرى. وبلغت المجر نصف نهائي بطولة أوروبا على رغم دخولها البطولة وهي غير مرشحة عندما أوقعتها القرعة في مجموعة تضم منتخبات من الوزن الثقيل كالأسباني و الألماني وعزز الفوز على المنتخب البلغاري في المباراة الافتتاحية بالمجموعة 1-صفر ثقة شباب المجر بأنفسهم، خصوصاً حين أعقبوا هذا الفوز بآخر على المنتخب الاسباني حامل اللقب 4 مرات وبنفس النتيجة. وعلى رغم خسارتهم أمام المنتخب الألماني 1-2 في آخر مباريات المجموعة، إلا أن المنتخب المجري كان قد أكد تأهله إلى نصف النهائي، ومن ثم إلى مونديال 2009 وكان ذلك هو أقصى ما استطاعه المنتخب المجري في البطولة الأوروبية آنذاك، إذ أخفق بعد ذلك في تخطي عقبة المنتخب الإيطالي و خسر صفر-1 بعد مواجهة قوية حفلت بالندية و الروح القتالية. يقود المنتخب المجري المدير الفني الهولندي «ويلكو فان بيورين», وهو لاعب سابق اكتسب خبراته المهنية في الدوري الهولندي مع فريقي «أياكس» و «بي.إي.سي. زوول» تسلم فان بيورين دفة الإدارة الفنية من المحلي «تيبور سيسا» الذي كان قد قاد منتخب شباب بلاده من قبل للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب للمرة الأولى منذ 12 عاماً، ويبرز في صفوف المجر قائد الفريق «فلاديمير كومان» و»كريستيان نيميث» وتمكن الأخير من تسجيل 6 أهداف خلال المباريات التمهيدية للبطولة الأوروبية 2007-2008. وعلى رغم قلة خبرته في البطولة يبدو منتخب هندوراس في كامل جاهزيته، فبعد تعادله مع فريق أليكانتي الرديف، تعادل مع نظيره النيجيري 1-1 وقدم مستوى رائعاً, وسيكون لدى منتخب هندوراس الكثير ليمحى آثار آخر مشاركة له في البطولة، إذ كانت دورة هولندا 2005 بمثابة كابوس مزعج بالنسبة للاعبي هندوراس بعد تجرع 3 هزائم متتالية وتوديع البطولة بسجل خالٍ من الأهداف، في حين اهتزت شباكهم ب15 هدفاً، وبعد احتلالها المركز الثالث في بطولة منطقة الكونكاف هذا العام، ستسعى هندوراس إلى تحسين سمعتها ومحو الصورة السلبية التي خلفتها في مشاركتها السابقة.