بعد النجاح في التعاون مع مجموعتي «سبايس اكس» و»اوربيتال ساينسز» في مجال نقل المؤن والمعدات إلى محطة الفضاء الدولية، تعتزم الوكالة الأميركية للطيران والفضاء «ناسا» توسيع هذا التعاون مع القطاع الخاص ليصل إلى استغلال الموارد الطبيعية على سطح القمر. ففي آخر كانون الثاني (يناير) الماضي، اقترحت «ناسا» على شركائها في القطاع الخاص أن يوظفوا خبراتهم التقنية في مساعدتها على تصميم مركبات آلية غير مأهولة قادرة على الهبوط على سطح القمر مع حمولة تراوح بين 30 و500 كيلوغرام. وقال المسؤول في الوكالة غريغ ويليامز: «فيما نواصل برنامجنا الطموح لإرسال رواد فضاء إلى المريخ وإلى أحد أجرام حزام الكويكبات، سنطلب من شركات القطاع الخاص تطوير تقنيات جديدة للهبوط على سطح القمر». وقال مدير أنظمة استغلال الموارد في «ناسا» جايسون كروسان: «في السنوات الأخيرة، بيّنت الصور التي أرسلتها الأقمار الاصطناعية وجود مياه على شكل جليد وعناصر غازية أخرى، وفي سبيل التعمق في معرفة حجم هذه الموارد وأماكن وجودها، علينا أن نهبط على سطح القمر». وأضاف: «يمكن للشركات الخاصة أن تساهم في تطوير مركبات غير مأهولة قادرة على إتمام هذه المهمة» ذات الأبعاد العلمية والتجارية. وكانت «ناسا» وقعت العام الماضي اتفاقاً مع مجموعة «بيغلو ايروسبايس» التي أسسها البليونير الأميركي روبرت بيغلو، يتضمن تصميم مركبات فضاء تُنفخ بالهواء، وإمكان إقامة قاعدة قمرية. وقال المسؤول في مجموعة بيغلو مايكل غولد إن الشراكة بين «ناسا» والقطاع الخاص «تسير على ما يرام في ما يتعلق بتزويد محطة الفضاء الدولية المؤن والمعدات، وليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد أن التعاون لن ينجح». ولفت غولد إلى أن المهمات التي تتشارك فيها الوكالة الأميركية مع الشركات الخاصة «ستكون أقل كلفة من تلك الممولة حصراً من الحكومة الفيديرالية»، متوقعاً أن «تكفي بضعة بلايين من الدولارات لإرسال مهمات مأهولة إلى القمر في السنوات العشر المقبلة». وقال: «يشكل القمر منجماً تجارياً، إذ إنه غني بغاز الهيليوم 3 النادر على الأرض، والذي من شأنه ان يصبح الوقود المعتمد على الأرض للمحطات النووية كونه غير ملوِّث للبيئة. كما أن سطح القمر غني بعناصر كيماوية نادرة على الأرض يصل عددها إلى سبعة عشر، تستخدم في صناعة الأجهزة الإلكترونية، وتشهد طلباً متزايداً عليها».