كشف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزف بلاتر أنه لن يرفض ولاية جديدة على رأس السلطة الكروية العليا في حال طلب منه الترشح. وقال بلاتر لراديو «آر تي آس» السويسري من سوتشي حيث تفتتح اليوم دورة الالعاب الاولمبية الشتوية: «إذا كنت في صحة جيدة، فلا أرى أي مانع يحول دون مواصلة عملي، خصوصاً عمل توحيد فيفا». وتابع بلاتر (77 عاماً) الذي يشغل هذا المنصب منذ 1998: «إذا طلبت مني اتحادات الأعضاء الترشح، فلن أقول لا»، جاعلاً بذلك موقفه أكثر وضوحاً حيال انتخابات عام 2015. وسبق لبلاتر أن كشف انه سيعلن موقفه الرسمي من انتخابات 2015 قبل الجمعية العمومية ل«فيفا» التي تعقد في حزيران (يونيو) المقبل في ساو باولو، عشية انطلاق مونديال البرازيل 2014. وحتى اللحظة، ليس هناك سوى النائب السابق لامين عام الاتحاد الدولي، الفرنسي غيروم شامبانيي، ، مرشحاً رسمياً لرئاسة "فيفا"، وقد يدخل الديبلوماسي السابق في معركة مع مواطنه ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة، والذي لم يعلن حتى الآن إن كان سيترشح، ومع الرئيس الحالي بلاتر الذي أعرب سابقاً وبوضوح أنه ضد اعتماد السن القانونية من أجل تحديد نهاية ولاية رئيس «فيفا»، واعتمد الموقف ذاته أمس خلال الجمعية العمومية للجنة الاولمبية الدولية التي هو عضو فيها. وتفرض اللجنة الأولمبية الدولية على أعضائها الاستقالة لدى بلوغهم عامهم ال80، والأمر ينطبق على الذين دخلوها قبل عام 1999، كما هو حال بلاتر، في مقابل 70 عاماً للذين وصلوا إلى السلطة الأولمبية العليا بعد هذا التاريخ. ويعتبر الموقف الحالي لبلاتر مخالفاً عما صدر عنه بعد انتخابه في 2011 لولاية رابعة حين أعلن انه يعتزم عدم الترشح لولاية خامسة في 2015. ويرى بلاتر بأن «الشغف هو العامل الذي يحدث الفارق، لكني لست ضد تحديد عدد ولايات الرئيس، إذ تطبق هذه القاعدة في الكثير من الديموقراطيات. ولكن في هذه الحال يجب تطبيقها على الجميع». وكان للموقف الصادر عن بلاتر أثر على اللجنة التنفيذية ل«فيفا» التي قررت تأجيل البحث بموضوعي عدد الولايات والسن القانونية حتى اجتماع الجمعية العمومية في حزيران (يونيو) 2014 في ساو باولو. وسبق لبلاتر ان اقترح في شباط (فبراير) الماضي تمديد رئاسة السلطة الكروية الأعلى من أربعة إلى ثمانية أعوام. وأشار بلاتر إلى أنه «إذا قام رئيس فيفا بعمل جيد فسيتوقف بعد ثمانية أعوام، واذا قام بعمل ممتاز فبإمكانه حينها مواصلة مهامه لأربعة أعوام إضافية». ويواجه بلاتر الكثير من الانتقادات خصوصاً أن اسمه لم يكن بعيداً على الإطلاق عن الفضائح، لا سيما تلك التي سلط الضوء عليها في 2012 من قبل مجلس أوروبا الذي رأى بان السويسري تستر عن فضيحة الشريك التسويقي السابق للسلطة الكروية العليا «آي إس إل»، والذي أفلس عام 2001. وألقت قضية «آي إس إل» بظلالها على معظم فترة الأعوام التي أمضاها بلاتر في رئاسة ال«فيفا»، وشككت مجدداً في مسعاه من أجل تحقيق الإصلاح في السلطة الكروية العليا التي عاشت فترة عصيبة نتيجة الفساد والتهم بالفساد، التي أدت إحداها إلى إيقاف رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام مدى الحياة على خلفية اتهامه بدفع الأموال من أجل الحصول على الأصوات في انتخابات رئاسة ال«فيفا» التي ذهبت مجدداً لمصلحة بلاتر، المرشح الوحيد. وتعهد بلاتر بعد انتخابه في 2011 لولاية رابعة، بأن يكافح الفساد وأن يطلق سراح كل الملفات المهمة التي تكشف من هم العاملين في ال«فيفا» الذين حصلوا على الرشوة، لكنه لم يصدق في تعهده، مدعياً أنه ليس في إمكانه القيام بهذه الخطوة طالما أن هناك دعاوى استئناف مقدمة أمام المحكمة العليا في سويسرا من جانب أشخاص لم تحدد هويتهم.