أقر وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن نظام الرئيس السوري بشار الاسد يحقق تقدماً على الارض، لكنه نفى اي فشل للسياسة الاميركية في سورية. وقال كيري في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الاربعاء: «صحيح ان الاسد تمكن من تحسين وضعه قليلاً، لكنه لم ينتصر حتى الآن. انها حالة جمود» في الوضع. الا ان كيري حرص على التأكيد ان السياسة الاميركية حيال سورية لم تفشل، على رغم عدد ضحايا النزاع المتزايد خلال ثلاث سنوات. وقال ان «السياسة في سورية تشكل تحدياً كبيراً وتتسم بصعوبة كبيرة». وكانت وزارة الخارجية الاميركية نفت خلال الاسبوع الجاري معلومات تفيد بأن كيري أبلغ اعضاء في الكونغرس في لقاءات خاصة انه حان الوقت لتغيير الاستراتيجية في سورية، حيث قتل 136 الف شخص ونزح ملايين من بيوتهم. وقال كيري: «لا أريد بأي حال إيجاد اعذار (لكننا) نريد لهذا الامر ان يتقدم بسرعة اكبر، وان نقوم به في شكل افضل». وأضاف ان «ما أعنيه الآن هو ان الديبلوماسية صعبة وبطيئة وتتضمن عملاً شاقاً وبطيئاً». ورفض الرئيس باراك اوباما تسليم مقاتلي المعارضة اسلحة ثقيلة ومتوسطة لاسقاط نظام الاسد خوفاً من وصولها الى ايدي الناشطين المتطرفين الذين تدفقوا على سورية. وقال كيري ان الادارة الاميركية ستعمل مع الكونغرس وفي الداخل لدفع الروس الى استخدام تأثيرهم على الاسد من اجل تحسين الظروف على الارض. وحذر كيري الذي كان من اشد المدافعين عن اتباع سياسة اكثر صرامة مع سورية، من انه «ليست لدينا سنوات» لنجد طريقاً لإنهاء هذه الحرب. وتقدم الولاياتالمتحدة دعماً «غير فتاك» لمسلحي المعارضة مثل سترات واقية من الرصاص واجهزة اتصالات ونظارات للرؤية الليلية. وقال كيري: «لا اريد الدخول في التفاصيل ولست مخولاً الدخول في كل التفاصيل. لكنني اقول لكم ان الرئيس (اوباما) اتخذ موقفاً قوياً». وأشار الى اتفاق ابرم مع روسيا لإزالة مخزون الاسلحة الكيماوية السورية، معتبراً انه «خطوة كبيرة» في التخلص من هذه «الاداة الفظيعة» التي اتهم نظام الاسد باستخدامها ضد المعارضة. في الوقت نفسه، كرر البيت الابيض دعوته الى الحكومة الوسرية ل «تنفيذ التزاماتها» المساعدة على تدمير كل ترسانتها من الاسلحة الكيماوية، بعدما فوتت دمشق موعدين محددين لنقل شحنات الى مرفأ اللاذقية غرب سورية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني ان «روسيا قالت انها تتوقع ان يسلم الاسد شحنة من اسلحته الكيماوية في مستقبل قريب نسبياً. وبالتأكيد نعتقد ان هذا امر مهم». من جهته، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إنه واثق من أن سورية ستلتزم بمهلة تنقضي في 30 حزيران (يونيو) المقبل للتخلص من برنامجها للاسلحة الكيماوية بالكامل بموجب خطة روسية - اميركية. وكانت سورية فوتت المهلة المحددة لتسليم مخزونها من الأسلحة الكيماوية بحلول الخامس من الشهر الجاري، ما أثار مخاوف من ألا تتمكن من تنفيذ الخطة التي جنبتها هجوماً صاروخياً محتملاً تقوده الولاياتالمتحدة. وقال للصحلفيين بعد أن حضر اجتماعاً للجنة الاولمبية الدولية في مدينة سوتشي الروسية: «بالنسبة لهذه الاسلحة الكيماوية أعتقد أن العملية تتحرك بسلاسة رغم أن هناك قدراً من التأخير». وأضاف بان الذي سيحضر افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي يوم الجمعة: «هدفنا هو 30 حزيران هذا العام. قد يكون هذا هدفاً صعباً لكنني أعتقد أنه قابل للتنفيذ لدى توافر دعم كامل من الحكومة السورية». كانت الحكومة السورية طلبت مدرعات إضافية ومعدات اتصال، لكن الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة اللتين تشرفان على برنامج تدمير الاسلحة الكيماوية بالاشتراك مع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية قالتا ان سورية لديها ما يكفي من المعدات لتنفيذ الخطة. وقال بان الذي دعا الى هدنة في سورية خلال الاولمبياد، انه تلقى وعوداً في شأن تنفيذ الخطة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاسبوع الماضي خلال محادثات في جنيف. وأضاف: «أكد لي أن عملية تدمير الأسلحة الكيماوية ستستمر وفقاً للجدول الموضوع». ورداً على سؤال عن التأخر في مسألة تسليم الترسانة الكيماوية السورية، قال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين: «إن الأمور تتحرك والعمليات المشتركة (بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية) تعمل في شكل جيد». وأضاف: «نحن واثقون من أن المشروع سينجز خلال الوقت المحدد وهذه الأسلحة ستدمر». من جهة أخرى، دعا تشوركين إلى مشاركة إيران «في شكل بناء» في المحادثات بين النظام السوري والمعارضة في العاشر من شباط (فبراير) الجاري. وقال: «كان خطأ عدم دعوة إيران» إلى الجولة السابقة.