أعلنت الأممالمتحدة الاثنين أن ناصر القدوة، نائب المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الابراهيمي يعتزم الاستقالة من منصبه. وأصدر مكتب المتحدث باسم أمين عام الأممالمتحدة بياناً قال فيه إن القدوة "أكد لأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون عزمه مغادرة منصبه ابتداءً من الأسبوع الحالي"، معرباً عن استعداده للعمل في منصب آخر مع الأممالمتحدة في حال ارتأى الأمين العام ذلك. وسيصبح قرار استقالة القدوة كنائب للوسيط الدولي على أن يصبح ذلك نافذاً هذا الأسبوع. وأعرب بان كي مون عن شكره للجهود التي بذلها القدوة. وتبوأ ناصر القدوة مناصب عدة في السلطة الوطنية الفلسطينية منها وزير الخارجية في الفترة بين العامين 2005 و2006، والمراقب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة بين عامي 1991 و2005. وقالت مصادر ديبلوماسية الاثنين إن القدوة أعفي من عمله ضمن الفريق الذي يدير محادثات السلام السورية في جنيف بعد نداءات متكررة من الحكومة السورية تطالب باستبعاده، وأشار ديبلوماسي إلى أنه "أقيل". وكان القدوة وهو ابن أخت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عيّن نائباً للوسيط الدولي السابق كوفي أنان في آذار (مارس) عام 2012 واستمر في هذا الدور مع تولّي الإبراهيمي المهمة خلفاً لأنان. ويأتي رحيله بعد جولة المحادثات الأولى التي استمرت أسبوعاً برئاسة الإبراهيمي بين الحكومة السورية والمعارضة والتي انتهت يوم الجمعة. وطلب الإبراهيمي من الجانبين العودة لإجراء المزيد من المحادثات في العاشر من شباط (فبراير). وسبق أن قال ديبلوماسيون إن دور القدوة كان مثاراً للخلاف قبل بدء محادثات جنيف مباشرة حيث طالب الوفد الذي يمثل الرئيس بشار الأسد باستبعاده. لكن مع سريان شائعات بتهميشه ظهر القدوة جالساً خلف الإبراهيمي في اليوم الأول من المحادثات في مونترو بسويسرا في 22 كانون الثاني (يناير). وقالت مصادر بالأممالمتحدة وديبلوماسيون عرب إن حكومة دمشق اعترضت دائما على القدوة الذي رشحته الجامعة العربية للانضمام لفريق الوساطة. وقال مصدر بالأممالمتحدة: "قالت الحكومة السورية دائما منذ البداية إنهم لا يفضلون وجود ناصر. يرجع ذلك في الاغلب الى أنه اعتاد ان يكون مع القيادة الفلسطينية". وقال مفاوض كبير في المعارضة إن هذه الواقعة توضح أن "الهدف الرئيسي للإبراهيمي هو التوصل إلى اتفاق. انه لا يبالي اذا اضطر بالتضحية بالقدوة. يريد ايضا الحصول على اكبر قدر ممكن من التنازلات من الجانبين." ويقول ديبلوماسيون انه لا يوجد أي مرشح واضح يحل محل الإبراهيمي (80 عاماً) إذا تنحّى عن مهمة إدارة المحادثات السورية.