قضت محكمة جنايات القاهرة أمس ببراءة 62 متهماً من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأعضاء في جماعة «الإخوان المسلمين» في قضية اتهامهم بارتكاب أعمال العنف والشغب التي جرت على نطاق واسع في ميدان رمسيس في منتصف تموز (يوليو) الماضي، ومحاولة اقتحام قسم شرطة الأزبكية واستهداف ضباط وأفراد الشرطة بأسلحة نارية وخرطوش وقطع الطريق أعلى جسر السادس من أكتوبر، فيما حددت المحكمة جلسة 26 شباط (فبراير) الجاري، لبدء أولى جلسات محاكمة 27 متهماً ب «الإرهاب». وكانت النيابة العامة أسندت إلى المتهمين في أحداث رمسيس، التي جرت خلال مسيرة نظمها أنصار مرسي من مقر اعتصام «رابعة العدوية» الذي فضته قوات الأمن في 14 آب (أغسطس) الماضي، 10 اتهامات منها الشروع في القتل والبلطجة واستعمال القوة والعنف وحيازة أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص وتخريب وإتلاف المنشآت العامة والأموال المملوكة للغير. وقالت النيابة إن المتهمين، وأحدهم سوري الجنسية، حاولوا اقتحام قسم شرطة الأزبكية باستخدام الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف، غير أن قوات الأمن والأهالي تصدوا لهم، فأضرم المتهمون النيران في نقطة شرطة ميدان رمسيس وأتوا على محتوياتها، كما حطموا محطة ترام مصر الجديدة، وأحدثوا تلفاً جسيماً بجسر أكتوبر. وأظهرت تحقيقات النيابة أن المتهمين أطلقوا أعيرة نارية وخرطوش ضد الشرطة والأهالي ما أسفر عن إصابة 27 من ضباط وأفراد الشرطة و40 مواطناً. وقالت النيابة إن المتهمين سكبوا مواد ملتهبة على مواطن اعترض على تصرفاتهم، وأشعلوا النيران به ما تسبب في حدوث حروق بالغة به. ويحق للنيابة العامة الطعن في الحكم أمام محكمة الاستئناف إذا رأت أن هناك أدلة على ارتكاب التهم المنسوبة إليهم. وفي حكم منفصل، قضت محكمة جنح أول المنصورة بحبس متهمتين من أنصار جماعة الإخوان عاماً ونصف العام بتهمة «إهانة رموز القوات المسلحة». وكان ألقي القبض على السيدتين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في أعقاب التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة. من جهة أخرى، حددت محكمة استئناف القاهرة جلسة 26 شباط (فبراير) الجاري لبدء محاكمة 27 «إرهابياً» أمام محكمة جنايات القاهرة، في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم «إنشاء وإدارة جماعة إرهابية تستهدف الاعتداء على حرية الأشخاص والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي». وقال رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة المستشار مدحت إدريس إن المتهمين دعوا إلى «تكفير المجتمع والخروج عليه والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف السائحين الأجانب، والمنشآت العامة والبترولية والأجنبية والمجرى الملاحي لقناة السويس، مستخدمين في ذلك وسائل الإرهاب لتنفيذ أغراضهم». ونُسب إلى بعض المتهمين «تولي قيادة خلية إرهابية بغرض استهداف السفن المارة بقناة السويس، وتصنيع الصواريخ لتنفيذ أغراضهم، ورصد المقار الأمنية تمهيداً لاستهدافها، وأمدوها بمعونات مالية لتحقيق أهدافهم». وكان ثلاثة مجندين من قوات الأمن المركزي التابعة للشرطة أصيبوا أمس إثر انفجار في منطقة الجندي المجهول في مدينة رفح في شمال سيناء. وأوضحت مصادر أمنية أن الانفجار نتج من «عبوة ناسفة» زُرعت في طريق يؤدي إلى معسكر لجنود الأمن المركزي. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد علي إن عناصر من الجيش والشرطة داهمت أول من أمس مناطق قرية المقاطعة والطويل في العريش، ما أسفر عن مقتل اثنين من «العناصر التكفيرية الشديدة الخطورة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية»، واعتقال 11 آخرين، لافتاً إلى أنه تم هدم 16 منزلاً تمتلكها «عناصر تكفيرية»، وحرق 10 عشش تستخدمها «عناصر إرهابية» كقواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها ضد قوات الجيش والشرطة، وتدمير سيارات ودرجات بخارية تستخدم في «أعمال إرهابية»، مشيراً إلى أنه تم ضبط أسلحة وذخائر متنوعة.