في يوم تعثرت فيه الأندية المتسابقة على قمة دوري عبداللطيف جميل، ظهر النصر مختلفاً، وهو يدافع عن مقعد المقدمة بتحقيقه فوزاً عريضاً على مضيفه هجر بأربعة أهداف من دون رد، ليحافظ على صدارته ويبتعد بها عن أقرب منافسيه الشباب، الذي تلقى خسارة مفاجئة من ضيفه التعاون بهدفين في مقابل هدف، وكان افتتاح المرحلة ال10 ثرياً بالأحداث، إذ تعادل الأهلي على ملعبه مع الفيصلي بهدف لمثله. هجر - النصر كانت الهيبة الفنية لفريق النصر حاضرة منذ بدايات المباراة، وتمكن لاعبوه وخصوصاً عناصر خط المنتصف من فرض أسلوبهم الفني والتفوق الميداني، في وقت لعب فيه الفريق الهجراوي بتحفظ دفاعي ومحاولة الاعتماد على الهجوم المرتد بالاستفادة من محترفه منصور قيوي، ومنح التكتل الدفاعي للاعبي الفريق المستضيف الأفضلية المُطلقة والانتشار في أرضية الميدان منوعين من هجماتهم، ونجح اللاعب هيرنان دي سوزا من تسجيل هدف النصر الأول، بعدما نفذ اللاعب أحمد الفريدي ركلة زاوية غابت فيها الرقابة الجيدة من الدفاعات الهجراوية (11). استمر الاستحواذ النصراوي ورغبة تسجيل هدف ثانٍ، غير أن مدافعي هجر تحسّن أداؤهم بتنظيم صفوفهم على رغم تمكن الضيوف من بناء هجمات عدة، بفضل تحركات ماركينوس والفريدي وغالب وأدريانو، ووقف حارس مرمى هجر مصطفى ملائكة أمام الفرص المتوالية، وسنحت للنصراويين ثلاث فرص محققة تصدى لها ملائكة من السهلاوي فرصتان ومحمد حسين في الأخيرة، في المقابل أضاع مهاجم هجر محمد الراشد فرصة التعديل بعدما أخطأ حارس النصر عبدالله العنزي في استخلاص إحدى الكرات، كما منعت العارضة الهجراوية فرصة هدف نصراوي ثانٍ إثر تنفيذ إدريانو كرة ثابتة (43). وتحسّن أداء لاعبي هجر مع مطلع الشوط الثاني بعدما زج مدربهم باللاعب مراد الرشيدي، وتقاسم السيطرة الميدانية مع نظيره النصراوي، وانحصر اللعب في معظم مجريات الدقائق ال10 الأولى في منتصف الملعب، وسدد السهلاوي كرة مرت بجانب القائم الأيمن (57)، وسعى مدرب النصر داسيلفا لتنشيط خط المنتصف بعد تراجع أدائه، إذ أشرك اللاعب يحي الشهري عوضاً عن الفريدي، وعاد النصر للسيطرة والتفوق الفني وأشهر حكم اللقاء عبدالرحمن الطريف البطاقة الحمراء لحارس هجر مصطفى ملائكة بعد إعاقته لماركينوس محتسباً ركلة جزاء، نجح المهاجم محمد السهلاوي منها بإضافة الهدف الثاني في مرمى الحارس البديل لهجر عبدالرحمن الدغريري (68). وصعّب حكم اللقاء موقف الفريق الهجراوي بعد أن أشهر بطاقة حمراء ثانية لمدافع هجر جويكا إثر إعاقة شايع شراحيلي على رأس منطقة الجزاء (72)، واستطاع اللاعب شايع شراحيلي أن يسجل هدفاً ثالثاً للنصر بعد تلقيه كرة رائعة من أدريانو أرسلها بين دفاعات المستضيف لم يجد شراحيلي صعوبة في إيداعها الشباك (75)، وفضّل مدرب النصر إراحة اللاعب إدريانو وأشرك عبدالعزيز الجبرين عوضاً عنه (78). وتمكن محمد السهلاوي من تسجيل الهدف الرابع لفريقه برأسية جميلة (88). الشباب - التعاون لم يمهل أصحاب الأرض الضيوف التقاط أنفاسهم، إذ استطاع مهاجم الشباب البرازيلي روجيريو التوغل داخل منطقة الجزاء ومراوغة أكثر من مدافع، قبل أن يضعها على طبق من ذهب لابن جلدته رافينها الذي سددها زاحفة داخل شباك حارس التعاون باسم عطاالله، قبل أن تكتمل الدقيقة الأولى. هدف السبق منح أصحاب الأرض أفضلية السيطرة على منطقة المناورة، وفرض الرباعي رافينها ورجيريو وعطيف والخيبري حصاراً على مرمى الضيوف، إلا أن الخطورة ظلت غائبة على خلاف ما كان متوقعاً بعد الهدف الباكر. بعد مرور الدقائق رتب مدرب التعاون صفوف فريقه، وعاد ليملك زمام المبادرة وشكل المهاجم التعاوني إيفولو قلقاً واضحاً لمتوسطي الدفاعي الشبابي، وكاد أن يعدل النتيجة في أكثر من مناسبة، بيد أن تألق وليد عبدالله حال دون ذلك، وحاول روجيريو التسديد من خارج منطقة الجزاء في مناسبتين سيطر عليهما حارس التعاون، وفي الدقائق الأخيرة اندفع الضيوف بحثاً عن هدف التعديل، وكادوا أن يدركوا ما بحثوا عنه بعد الطلعات الهجومية الكثيرة التي دائماً ما تتكسر بين أقدام المدافعين، في المقابل اعتمد مدرب الشباب ستامب على الهجمات المرتدة السريعة التي يقف خلفها روجيريو ورافينها. وجاءت بداية شوط المباراة الثاني مماثلة لسابقه من دون أي تغيير، وسيطر أصحاب الأرض بفضل تحركات لاعبي الوسط، لكن الفاعلية الهجومية غابت عن أجواء اللقاء مع المهاجم الكوري بارك الذي استسلم للرقابة الدفاعية، ووصلت كرة عرضية داخل منطقة الجزاء لمهاجم التعاون إيفولو صوبها قوية ارتطمت بماجد المرشدي وتحولت لركلة زاوية (53)، وجاء الرد من الشباب من طريق بارك الذي سدد كرة صاروخية تصدى لها حارس التعاون (56)، ومن كرة متبادلة بين لاعبي التعاون انسل صانع ألعاب الفريق جهاد الحسين بين المدافعين ولعب كرة عرضية بالمقاس لإيفولو، حولها رأسية داخل شباك الشباب (60)، وأهدر البديل التعاوني إسماعيل مغربي هدفين لفريقه على التوالي من انفرادتين واجه بهما حارس الشباب، غير أنه طوح بالكرة في كلا الفرصتين بعيداً عن المرمى. وقبل صافرة النهاية ومن ركلة ركنية ارتقى عدنان فلاته فوق الجميع وغمز الكرة على يمين مرمى وليد عبدالله هدفاً ثانياً (93). الأهلي - الفيصلي فرض أصحاب الدار سيطرتهم الميدانية في الدقائق الأولى، واندفع لاعبوه إلى خطوط المقدمة بحثاً عن الوصول إلى شباك الضيوف باكراً، وأضاع عمر السومة فرصة التسجيل في مناسبات عدة، وكذلك المغربي مصطفى الكبير، وكاد أن يفتتح التسجيل تيسير الجاسم من تسديدة قوية من مسافة بعيدة اعتلت العارضة بقليل، وفي المقابل تراجع لاعبو الفيصلي إلى الخطوط الخلفية معتمدين على الهجمات المرتدة، التي لم تشكل الخطورة الكافية على مرمى الحارس الأهلاوي عبدالله المعيوف. وفي الشوط الثاني، اشتد الصراع بعد أن تحسن أداء الضيوف، وأخذوا في البحث عن هدف تقدم، وكان لهم ما أرادوا من طريق إسلام سراج، الذي استفاد من تمركزه السليم بعدما تلقى كرة عرضية، وجد نفسه في مواجهة المرمى الخالي غمزها بهدوء في حلق المرمى (55)، وجاء رد الأهلي سريعاً بعدما شق تيسير الجاسم طريقه على الرواق الأيمن وتعرض لإعاقة داخل المنطقة المحرمة لم يتردد معها الحكم تركي الخضير في احتساب ركلة جزاء، إلا أن فرحة الأهلاويين لم تكتمل عندما أضاع عمر السومة الركلة الجزائية (59). الأهلي زاد من ضغطه الهجومي في الدقائق الأخيرة، وتوالت الهجمات من الأطراف تارة ومن العمق تارة أخرى، وسط استبسال كبير من دفاعات الضيوف، إلا أن البديل مهند عسيري وفق في الوصول إلى مرمى الفيصلي وتسجيل هدف التعادل (83).