«الربع الخالي»... تلك الصحراء الرملية الفريدة في نوعها، التي تقع في جنوب شرق الجزيرة العربية، التي تُعد من اكبر الصحاري الرملية في العالم، إذ يقع نحو 80 في المئة من الربع الخالي ضمن حدود المملكة العربية السعودية، وتقع بقيتها في الإمارات العربية وسلطنة عمان واليمن، لم تحظَ صحراء الربع الخالي باهتمام علمي وبحثي فقط من الرحالة البريطاني جون فليبي «الحاج عبدالله فليبي»، بداية القرن العشرين او من شركة أرامكو السعودية، أو وزارة البترول، أو هيئة المساحة الجيولوجية، أو الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى بالمملكة، بل إن جامعة الملك سعود لها دور بارز في الاهتمام العلمي والبحثي بصحراء الربع الخالي، بدءاً بمشاركة الكثير من أساتذتها من مختلف التخصصات العلمية، خصوصاً من قسم الجيولوجيا بالجامعة في الرحلات العلمية والاستكشافية للربع الخالي، التي كانت آخرها في بداية العام الحالي 2009، التي نظمتها هيئة المساحة العسكرية السعودية، وشارك فيها الدكتور عبدالعزيز عبدالله بن لعبون من قسم الجيولوجيا، إضافة الى أساتذة من أقسام أخرى بالجامعة. وتلا ذلك الحدث الأهم من خلال تأسيس كرسي أبحاث الموارد بصحراء الربع الخالي في كلية العلوم قسم الجيولوجيا، الذي يشرف عليه أستاذ علم الزلازل والخبير الوطني الدكتور عبدالله بن محمد العمري، ويشمل عضوية كل من الأستاذ الدكتور فاروق الباز «العَالِم المصري»، الذي يشغل مدير مركز تطبيقات «الاستشعار عن بعد» بجامعة بوسطن الأميركية، والدكتور محمد الفنيس، ورئيس قسم الجيولوجيا بجامعة غرب متشغن الأستاذ الدكتور محمد سلطان، وأعتقد أن ذلك الاهتمام بالربع الخالي ما هو الا فيض من غيض، وأن ما ستوليه جامعة الملك سعود من اهتمام علمي وبحثي بالربع الخالي في المستقبل لن يُبقي الربع الخالي خالياً. محمد بن حسن عفي - الرياض