بوتين: موسكو لن تعيد النظر في الاتفاقيات التي وقعتها مع أوكرانيا إذا وصلت المعارضة للسطة

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو لن تعيد النظر في الاتفاقيات التي وقعتها مع أوكرانيا في قطاعي المال والطاقة، في حال انتقال السلطة في هذا البلد إلى المعارضة.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي في ختام قمة "روسيا – الاتحاد الأوروبي" في بروكسل اليوم إن الاتفاقيات التي عقدتها روسيا مع الحكومة الأوكرانية كانت نابعة من رغبة موسكو في مساعدة، الشعب الأوكراني لا الحكومة".
وأكد بوتين أن موسكو لن تتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا ولن تلجأ إلى تقديم النصائح، لكنه شدد على أنه "حينما يدعو طرف ما الحكومة الأوكرانية والرئيس (فيكتور) يانوكوفيتش لأن يتصرفا بأساليب حضارية، علينا أن نلتفت أيضاً إلى تصرفات خصومه وأن ندعوهم أيضا إلى الإلتزام بالوسائل الحضارية في الصراع السياسي".
وأعرب عن اعتقاده بأن "أوكرانيا ليست في حاجة لوسطاء لتسوية أزمتها"، معرباً عن اعتقاده بأن كثرة الوسطاء قد تضاعف المشاكل التي تواجه البلاد.
وأعرب بوتين عن سعادته بتنظيم حوار حول سورية من خلال مؤتمر "جنيف 2"، وقال انه "من المهم إطلاق مؤتمر "جنيف 2"، مضيفاً أن "عملية إطلاقه كانت صعبة، ولكننا استطعنا من خلال الجهود المشتركة إطلاق الحوار السوري".
وثمّن "ما فعله شركاؤنا الأوروبيون"، معرباً عن شكره لهم على مشاركتهم في حل الملف الايراني النووي.
ودعا بوتين الاتحاد الأوروبي إلى التفكير بإنشاء منطقة تجارة حرة مع الجماعة الاقتصادية للمنطقة الأوروبية الآسيوية. وكشف أن القمة المقبلة بين روسيا والاتحاد الأوروبي ستعقد في مدينة سوتشي الروسية في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل.
وقال بوتين إن حجم التبادل التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي نما بنسبة 1.7% خلال العام الماضي، وبلغ مستويات قياسية، مشيراً إلى أنه يواصل نموه رغم سلبية الوضع الاقتصادي الدولي.
وأعاد إلى الأذهان أن "حجم التبادل التجاري في العام 2012 بلغ رقم قياسيا وسجل 410 بليونات دولار"، معرباً عن اعتقاده ب"أننا سنتجاوز هذا الرقم وفق نتائج العام 2013".
وأشار إلى أن التجارة مع الاتحاد الأوروبي تحتل نصف حجم التجارة الروسية الخارجية، وأن روسيا هي المورّد الرئيسي لمصادر الطاقة إلى القارة الأوروبية، لافتا إلى أن حصة الغاز الروسي في ميزان الطاقة الأوروبي تبلغ 24%، مقابل 27% لقطاع النفط.
كما أشار بوتين إلى أن الجانبين يتعاونان بشكل وثيق أيضا في القطاع الاستثماري، حيث تشكل الاستثمارات الروسية في بلدان الاتحاد 60% من إجمالي حجم الاستثمارات الروسية الخارجية، وقال إن "شركاتنا وظفت في أوروبا نحو 80 بليون دولار"، فيما يبلغ حجم الاستثمارات الأوروبية في روسيا 288 بليون دولار، مشيرا إلى أن قطاع الأعمال الأوروبي منخرط في جميع قطاعات الاقتصاد الروسي.
وكشف بوتين أنه تم إعلان العام 2014 "عام العلم بين روسيا - الاتحاد الأوروبي" والذي يتضمن أكثر من 200 فعالية أي أن "التعاون بين الجانبين سيأخذ طابعاً واسعاً ومتعدد الجوانب".
وكان بوتين عقد قبل انعقاد قمة "روسيا-الاتحاد الأوروبي" في بروكسل اليوم اجتماعاً مع رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروزو.
وجرى اللقاء وراء أبواب مغلقة بطلب من الطرف الأوروبي، وواصل بعده الوفدان الروسي والأوروبي محادثاتهما ضمن غداء عمل خلف الأبواب المغلقة أيضاً.