عاش الصحافيون والإعلاميون يوماً طويلاً أول من أمس، فبعد أن بدأ يومهم مع اشراقة شمس الصباح بالتوجه إلى نقاط التجمع المؤدية إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» لتغطية فعاليات حفلة الافتتاح، فوجئوا بجملة من المتغيرات الشاقة بدأت بضبابية اكتنفت أنشطة الحفلة والبرامج المقررة لهم في يومهم «الطويل». ويمكن القول بأن «الانتظار» تحوّل إلى ديدن رجال الإعلام والصحافة أول من أمس، وبدأت ساعات الانتظار فور وصولهم إلى قاعات الفنادق التي خصصت كنقاط تجمع تغادر منها الحافلات صوب مقر الجامعة في ثول، حيث انتظر الصحافيون هناك زهاء الساعة ونصف الساعة، قبل أن يغادروا إلى مقر الجامعة، حيث انتظروا هناك زهاء الساعة، ثم بدأ بعدها مؤتمر صحافي «مفاجئ»، وبعدها عصفت موجة انتظار بالمنتمين إلى مهنة البحث عن المتاعب. وعلى رغم احترافية تأهيل المركز الإعلامي الذي احتشد جحافل الصحافيين داخله، إلا أن كثيراً منهم ضاق ذرعاً، وبدأ يسأل عن الأنشطة المصاحبة للحفلة تارة، وعن موعد وجبة الغداء تارة أخرى. ووسط موجة من الانتظار فجأة، صدح صوت جهوري باللغة الإنكليزية طلب من الإعلاميين الانتظام في طوابير طويلة تنتهي بنقطة تفتيش تخولهم للخروج من المركز الإعلامي إلى وجهة لم يعلن عنها، فانتظموا في الطوابير وانتظروا بتملل حركتها ببطء حتى خرجوا قبل أن يطلب منهم الانتظار في الخارج، وبعد نصف ساعة حضرت حافلات نقلتهم إلى قاعة الاحتفال الرسمية، إذ انتظروا زهاء الساعتين قبل أن تبدأ الحفلة، التي ما إن انتهت حتى انتظر الإعلاميون زهاء الساعة حتى سمح لهم بتناول وجبة العشاء، التي بدأت بعدها أكبر موجة انتظار عرفوها، إذ بدأوا في الانتقال بين طرفي المقر يمنة ويسرة ينتظرون هنا ويتمللون هناك، ومرت أربع ساعات حتى وصلت أولى الحافلات المخصصة لنقل الإعلاميين إلى محافظة جدة، فبدأ هجومهم نحوها في منظر يعيد إلى ذاكرة كل منهم منظر تدافع الحجيج على الحافلات إبان موسم الحج. ويمكن الخلوص إلى أن احترافية تشييد وعمل «كاوست» غابت عن تعامل منظمي حفلة افتتاحها مع المنتمين إلى بلاط صاحبة الجلالة.