غربلت تفاصيل حادثة غرق ست فتيات بجوار الكسارات التابعة لمحافظة رماح على طريق الرياض - رماح (السبت) قبل الماضي ذاكرة كثير من المواطنين، لتستعيد منها قصة حادثة غرق مشابهة لستة أشخاص من عائلة واحدة في الموقع ذاته قبل 3 عقود. وفيما هز نبأ غرق الفتيات وجدان المجتمع السعودي الأسبوع الماضي فإن الحادثة المشابهة لها قبل ثلاثة عقود لم تكن أقل ألماً وفاجعة، بحسب رواية أحد أبناء عمومة المتوفين، محمد بن هادي آل رشيد. إذ يؤكد آل رشيد ل«الحياة» أن خبر غرق الفتيات في رماح أخيراً صدمه لسببين، يتعلق الأول بحجم الفاجعة، والثاني بتطابق تفاصيله بما حدث لأبناء عمومته الذين قضوا في المستنقع ذاته قبل 30 عاماً. ولفت إلى أن القاسم المشترك في الحادثتين تطابق في عدد الضحايا وغرض الخروج، ويقول: «فقدت أسرة العجاجي ست فتيات، وفقدت أسرتنا ستة شبان تراوح أعمارهم بين 18 و10 أعوام، في المكان نفسه قبل 30 عاماً». أما والد أحد المتوفين في الحادثة القديمة، هادي بن أحمد بن ماطرة (75 عاماً) فيستطرد في شرح تفاصيل ما جرى لابنه بالحديث عن الضحايا ويقول: «خمسة مواطنين بينهم شقيقان خرجوا في نزهة برية قبل نحو 30 عاماً في منطقة العرمة بالقرب من رماح، وأثناء اقتراب الأبناء من مستنقع تكوّن بفعل الأمطار سقط أحدهم، وعندما حاول شقيقه إخراجه لحق به، وهو المصير ذاته الذي لحق بالآخرين في النزهة، فكلما حاول أحدهم إنقاذ صاحبه سقط وراءه، ليغرقون جميعاً». ويشير إلى أن آخر الأبناء الستة حذّر شقيقه الأصغر (4 أعوام) من الاقتراب من المستنقع، وطلب منه الذهاب إلى أهله ويخبرهم بالحادثة، ويضيف: «بينما كنا جالسين إذ بأحد الأبناء يخبرنا بنبأ غرق الأبناء الستة، لنتّجه فوراً إلى الموقع، ويقوم أحدنا بالغوص داخل المستنقع وإخراجهم، ونتفاجأ بغرقهم جميعاً». ويحذّر ابن ماطرة من ترك هذا المستنقع مكشوفاً إلى هذا اليوم، مطالباً بردمه الذي ربما قد يحصد المزيد من الأرواح. وكانت ست فتيات لقين حتفهن (السبت) قبل الماضي، لثلاث عائلات، في مستنقع بمنطقة العرمة (25 كيلومتراً جنوب رماح) بينما كانوا في رحلة تنزه، فيما نُقل والد إحدى تلك العائلات إلى مستشفى رماح بعد تعرضه لحال انهيار. وبحسب رواية «الدفاع المدني»، فإن إحدى الفتيات سحبتها المياه وحاولت قريباتها إنقاذها، ما أدى إلى غرق خمس فتيات معها. وقالت إن فرق الإنقاذ والغواصين انتشلوا الجثث الست، فيما عُزز الموقع بمعدات ثقيلة لتجفيف المياه وشفطها وتسريع انتشال الجثث، داعية المتنزهين إلى الحذر والابتعاد عن مجاري السيول.