أوفت قمة الغربية بمتعتها، فعرضت كل ما يمكن لمباراة كرة قدم أن تعرضه، وسط تعاط هادئ من أطراف المباراة كافة فغابت الخلافات بين اللاعبين، وقلت البطاقات الملونة، ما زاد من جمال المباراة وسرعتها. دقائق أولى غلب عليها التكتيك الفني المحكم فأغلقت المناطق الخلفية وأمضت الكرة معظم وقتها في منتصف الملعب، مع أفضلية نسبية للأهلي في الاستحواذ، وخطورة من الطرف الآخر عبر الهجمات المرتدة بقيادة المولد وخوان رودريغز. الحكم فرض شخصيته القوية وأشهر البطاقة الصفراء باكراً في وجه مدافع الأهلي محمد أمان بعد اشتراكه مع حارس الاتحاد. انفجار المدرجات لم يتأخر كثيراً وجاء معاكساً لواقع المباراة، بعدما أطلق مازن بصاص رصاصة سكنت مرمى الاتحاد مستغلاً كرة عرضية زاحفة داخل منطقة الجزاء حولها صاروخية داخل شباك فواز القرني (20)، حاول بعدها لاعبو الاتحاد استعادة توازنهم والعودة إلى نقطة البداية بهدف التعديل، لكن ردة الفعل غابت وغلب الاستعجال والتمرير الخاطئ على اللاعبين. المدير الفني للأهلي راهن على الكرات العرضية التي تلعب داخل منطقة الجزاء للكوري سوك، ومع مرور 30 دقيقة أجرى مدرب الاتحاد تغييره الأول بخروج حارسه فواز القرني متأثراً باشتراكه مع مدافع الأهلي محمد أمان وحل بديلاً عنه هاني النهاض. الأهلاويون تراجعوا إلى مناطقهم الخلفية واعتمدوا على لعب الكرات الطويلة لبيريرا وموسور من طريق الأطراف. الأهلي استغل هدوء خصمه في الدقائق الخمس الأخيرة وحاول مضاعفة النتيجة فكان له ما أراد وبقدم موسور الذي صوب كرة لا ترد اكتفى الحارس البديل هاني النهاض بمشاهدتها تعانق شباكه، لينتهي شوط المباراة الأول بهدفين من دون رد. ومع مطلع شوط المباراة الثاني بدت المباراة وكأن أطرافها باتوا على قناعة بالنتيجة التي آل إليها شوطها الأول، ذلك لم يدم طويلاً، إذ تجلت رغبة لاعبي الاتحاد في تقليص الفارق، ففرضوا سيطرتهم على مجريات هذا الشوط، ومع مرور الوقت بدأت الأوراق البديلة تحضر للحفاظ على مكتسبات طرف ولتقليص الفرق عند طرف، ولأن شوط المباراة الثاني كان اتحادياً خالصاً، دافعت «القلعة» عن أسوارها فغاب المستوى الذي ظهر عليه لاعبوها في الشوط الأول، بفضل صحوة الخصوم وقتاليتهم في البحث عن هدف يعيدهم من جديد إلى أجواء المباراة، وفي غمرة الاندفاع الاتحادي ألغى حكم اللقاء هدفاً للكوري سوك بحجة لمس الكرة باليد قبل تجاوزها خط المرمى، بعدها نجحت الورقة الأولى لمدرب الاتحاد بامتياز في تقليص الفارق حين استغل محمد العمري الكرة الممررة من فهد المولد ليحولها إلى داخل الشباك الأهلاوية قبل نهاية اللقاء ب20 دقيقة. الهدف أقنع مدرب الأهلي بخطورة وضع فريقه فاستغنى عن موسورو وزج بالمدافع عقيل بلغيث لإغلاق المناطق الخلفية أمام المد الهجومي الاتحادي، الذي صنع كل شيء إلا إدراك هدف التعديل، إذا ما تجاهلنا هدف مختار فلاتة الذي ألغاه الحكم المساعد بحجة التسلل، وفي الدقائق العشر الأخيرة تحسّن أداء الأهلي ليشكل مهاجمه البديل لويس ليال خطورة في ظل الاستعجال الذي كان عليه لاعبو الاتحاد بحثاً عن هدف تعديل، لكن محاولات الطرفين لم تغيّر واقع المباراة التي جيّرت نتيجتها ونقاطها لمصلحة الفريق الأخضر. مشاهدات - جدل تحكيمي واسع ينتظر طاقم تحكيم ال «دربي» بقيادة البولندي باول جل الذي تراجع مرتين عن قرارات مفصلية اتخذها، ففي المرة الأولى ألغى ضربة جزاء لمصلحة الاتحاد بناء على توجيه من مساعده، وتكرر الأمر عندما تراجع عن احتساب هدف للمهاجم الكوري سوك بطلب من مساعده أيضاً، كما ألغى هدفاً ثانياً للاتحاد سجله مختار فلاتة. - استعادت مدرجات الشرائع علاقتها بالجماهير، إذ امتلأ الملعب عن آخره بجماهير الفريقين التي تفاعلت طوال الدقائق ال90 مع أحداث ال «دربي». - فتح مسؤولو ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع أبواب الملعب في الثانية ظهراً، تحسّباً للحضور الجماهيري.. إذ شهدت مدرجات الملعب وجود جماهير غفيرة. - قدم الشرفي الأهلاوي فهر الطيب60 ألف علم و1000 تذكرة لأنصار ناديه. - وصل لاعبو الفريق الاتحادي في البداية، وبعدهم ب10 دقائق وصلت «حافلة» لاعبي الأهلي قادمين من الطائف، إذ توجه الأهلاويون من فندق إنتركونتننتال في الخامسة عصراً، فيما وجد مدير فريق الاتحاد الأسبق حامد البلوي مع الرئيس إبراهيم البلوي في أرضية الملعب أثناء تدريبات الإحماء التي سبقت المباراة. - ما زالت معاناة الإعلاميين مستمرة في ملعب الشرائع لضعف شبكة «الإنترنت»، ما دفعهم إلى الخروج إلى أسوار الملعب بحثا عن شبكة «إنترنت» تمكنهم من إرسال المواد والصور إلى الوسائل الإعلامية، وشهدت مباراة الأمس حضوراً إعلامياً كثيفاً لمتابعة القمة من أرض الحدث. - شهدت مباراة «الدربي» حضوراً شرفياً اتحادياً أهلاوياً لافتاً، إذ حضر رئيس المجلس الشرفي الاتحادي رأفت التركي والمرشح الأسبق أحمد كعكي، ووصل التركي وكعكي ومدحت قاروب ولؤي قزاز وعادل جمجوم في وقت متزامن، وظهر الانفعال والقلق على محيا الشرفيين وخصوصاً بعد تقدم الأهلي بهدفين، في وقت شهدت مقاعد البدلاء حماسة كبيرة مع مجريات المواجهة. - منح حكم الساحة البطاقة الصفراء منذ البداية لمحمد أمان ومحمد أبوسبعان فيما خلا اللقاء من البطاقات الحمراء.