انطلق بحث الأزمة السورية في دافوس في موازاة بداية المفاوضات الثنائية بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، وبحث وزراء من دول عربية وإيران وتركيا ودول أوروبية في دافوس في الأزمة السورية في جلسات مغلقة ومفتوحة. وبدأ المنتدى الاقتصادي العالمي البحث في الأزمة السورية على مستوى القادة في جلستين منفصلتين إحداهما شملت مجموعة ضيقة أسمتها IGWEL ضمت قادة دوليين وقدم فيها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان المسارات المتعددة التي ينبغي التفكير فيها في شأن المسألة السورية. وفي جلسة أخرى على المستوى الوزاري رعى أنان لقاء بحضور رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفسور كلاوس شواب ضمت وزراء خارجية مصر نبيل فهمي والأردن ناصر جودة وتركيا داوود أوغلو وإيران جواد ظريف والمفوضة الخارجية للاتحاد الأوروبية كاثرين آشتون ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إضافة إلى وزراء خارجية إيطاليا والسويد وكندا ومفكرين بينهم فالي نصر وجوزف ناي وغسان سلامة. وقالت مصادر شاركت في الجلستين إن «البحث شمل المسارات الإنسانية ووقف إطلاق النار والبعد الإقليمي للمسألة السورية». ونقلت المصادر عن ظريف في الجلسة المغلقة بأنه ركز على «بداية تغيير في الموقف الإيراني انطلق من معادلة أنه لن يكون هناك خاسر أو رابح بصورة حاسمة في سورية» وأن الأزمة السورية «ليست لعبة صفرية النتيجة، أي إما رابح أو خاسر». لكنه أشار إلى «أن من تصور» أن الرئيس السوري بشار الأسد «سيرحل خلال شهرين كان واهماً». وركز ظريف في جلسة أخرى مفتوحة على ضرورة الحوار وإنهاء «وهم إمكانية تحقيق حسم عسكري». وفيما تجنب تسمية حزب الله ضمن قوى التطرف التي تقاتل في سورية مركزاً على التطرف السني، قال عندما سئل عن التطرف الشيعي «إنني أتحدث عن التطرف بشكل عام». ودافع ظريف عن قتال حزب الله في سورية معتبراً أن الحزب «اتخذ قرار القتال بنفسه ليدافع عن نفسه وعن المزارات الشيعية في سورية». وهو ما رد عليه أوغلو بأنه «لا يحق لأحد أن يرسل مقاتلين إلى سورية لحماية المواقع الدينية» بغض النظر عن هويتها. لكن ظريف قال إن على «كل المقاتلين غير السوريين مغادرة سورية»، مشدداً على ضرورة وقف تمويلهم وتسليحهم. وقال: «وإن لم نكن جزءاً من مؤتمر جنيف2 إلا أننا نأمل أن يتمكن المؤتمر من التوصل إلى نتائج». ولفت مراقبون إلى رسائل مبطنة وجهها ظريف بأن «أولئك الذين أوجدوا طالبان انتهوا إلى دفع أثمان ما أوجدوه». واعتبر ظريف أن المنطقة تمر في منعطف مهم «وليس هناك أي معوق بنيوي لتحسين الوضع في الشرق الأوسط». ودعا الوزير اللبناني السابق غسان سلامة المقرب من أنان والممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إلى «استصدار قرار عن مجلس الأمن ينص على إخراج المقاتلين غير السوريين من سورية وهو ما يؤدي إلى نزع فتيل التصعيد مع سحب نحو 10 في المئة من المقاتلين إلى خارج البلاد». ولفت سلامة إلى اتجاه نحو شبه إجماع في ما يتعلق بالأزمة السورية حول نقطتين: خروج المقاتلين غير السوريين من سورية وتنفيذ بيان جنيف1، وهو ما يمكن أن تتبلور في ضوئه «قاعدة عمل دولية لحل الأزمة السورية».