تظاهر العشرات أمام محكمة في قضاء كلار التابع لمحافظة السليمانية، احتجاجاً على إطلاق قيادي بارز في حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني على خلفية قضية اغتيال صحافي، فيما أكد الأخير أن حضوره المحاكمة كان يهدف إلى «ترسيخ سيادة القانون، وإظهار إرادة الحزب أمام الرأي العام». وكانت المحكمة قررت في 7 الشهر الجاري توقيف محمود سنكاوي، على خلفية اغتيال رئيس تحرير مجلة «رايل» كاوه كرمياني، الذي سبق له أن أعلن تلقيه تهديدات عبر مكالمة هاتفية مع سنكاوي عندما كان مسؤولاً لمركز «الاتحاد الوطني» في كلار، في أعقاب نشر تقارير تتعلق بقضايا فساد. وقررت المحكمة أمس تعليق دوامها الرسمي وإخلاء المبنى من موظفيه، في أعقاب تجمع نظمه محامو وأقرباء كرمياني، وأكد شقيق الأخير كاروان أحمد، خلال مؤتمر صحافي وجود «أسرار، منها أن أحد المعتقلين الذي اعترف بارتكابه الجريمة حاول كشف حقائق ومعلومات عن الأشخاص الذي يقفون وراءه، لكنه منع من ذلك ثلاث مرات»، وأضاف أن «سيارة كانت تراقب منزل شقيقي قبل ثلاثة أيام من اغتياله وكانت تقل المتهم الرئيسي، مع شخص آخر». إلى ذلك، دعا المحامي كاوه لطيف «إلى نقل ملف التحقيق في القضية من الشرطة إلى الأمن، ونحن سنستأنف الحكم بإطلاق المتهمين، ونطالب بمحاكمتهم وفق المادة 2 إرهاب». وقال منسق مركز «مترو» للدفاع عن حقوق الصحافيين رحمن غريب ل «الحياة»، إنه «قرر الانسحاب من عضوية لجنة المتابعة في القضية المشكلة من الحكومة، مع ممثل نقابة الصحافيين آرام إكرام»، وأضاف: «كنا نعتقد بضرورة تشكيل هذه اللجنة، وكانت الأمور تسير على ما يرام، لكن الآن وبعد القرار الأخير للمحكمة، نرى ضرورة عدم استمرارنا في هذه اللجنة، لأن قرار القضاء لم يعد جديراً بالمتابعة». وأوضح سنكاوي خلال مؤتمر صحافي عقب قرار الإفراج عنه «أن الأيام التي قضيتها في التوقيف هي جزء من مواصلة نضالي، ورضوخي لقرار المحكمة استجابة للعهود التي قطعناها للشعب، فلسنا مختلفين عن أي مواطن عادي عليه الخضوع للقانون». وفي السياق، نشرت منظمة حقوقية باسم «كردستان فوروم» بياناً يتضمن قائمة بأسماء شخصيات اغتيلت في إقليم كردستان لانتمائها السياسي أو الإعلامي، وفي القائمة 33 شخصاً يتوزعون على محافظات الإقليم الثلاث»، وألصقت المنظمة القائمة المذكورة أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، بالتزامن مع إلقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني كلمة أمام أعضاء الاتحاد تطرق فيها إلى اغتيال الصحافيين.