واشنطن - أ ف ب - باشر فنانون وجامعو تحف وقعوا ضحايا الأزمة الاقتصادية في الولاياتالمتحدة رهن مقتنياتهم في شكل متزايد للحصول على سيولة. وباتت تحف مهملة، على غرار لوحة تعود الى رسام كبير يعلوها الغبار في علية او نقش لاندي وارهول، ترتدي اهمية استثنائية في زمن لم تعد المصارف مصدراً ممكناً للتمويل والقروض. وتقول ميغان كارليتون المستشارة في شركة «ارت فاينانس بارتنرز» في نيويورك: «سبق ان رهن الناس منازلهم وهم ينتقلون اليوم الى ممتلكات اخرى لهم: اللوحات المعلقة على الجدران». وتعد هذه الشركة من الدائنين المتخصصين في هذا المجال السري نسبياً في اطار السوق الفنية. ويتنوع الزبائن الذين يقصدون الشركة بين جامعي تحف وأعمال فنية من الاثرياء وصالات عرض ومتاحف مروراً بالفنانين أنفسهم. ويقول جيرولد مانديس المستشار المالي الذي يساعد المشاهير في ادارة ديونهم ان «الناس مثقلون بالدين لأن لديهم افكاراً خاطئة عن أنفسهم وعن المال وعلاقتهم به». وحددت الشركة حجم القرض الذي تمنحه لزبائنها بنصف قيمة الاعمال الفنية المرهونة. وتحتفظ الشركة بهذه الاعمال حتى موعد استحقاق القرض ذي الفوائد المرتفعة، والتي تتراوح نسبتها بين 12 و18 في المئة. وقد تضاعف عمل هذه الشركة منذ الخريف الماضي في اعقاب الازمة الاقتصادية في الولاياتالمتحدة، حيث يتدافع الزبائن حاملين بين ايديهم لوحات وتحفاً قديمة وغير ذلك. بدورها، تتولى شركة «ايميغرانت فاين ارت فاينانس» رهن الاعمال الفنية، ويفخر القيمون عليها بأن من يقصدها من الزبائن يرهنون أعمالاً فنية تقدر قيمتها بمليوني دولار كحد أدنى. وفي معظم الحالات، يمكن الزبائن استرجاع ممتلكاتهم قبل انتهاء مهلة استحقاق القرض التي يصل حدها الاقصى الى 20 سنة. وعلى رغم تنامي ظاهرة رهن التحف والاعمال الفنية، غير أنها ليست بجديدة: فلطالما رهن الفنانون لوحاتهم الخاصة لمجرد شراء أدوات العمل الضرورية لمواصلة فنهم. وكانت بافي سانت ماري أسطورة موسيقى الفولك باعت اغنيتها «يونيفرسال ليدجيند» لقاء دولار واحد قبل ان تشتري حقوقها بعد عشر سنوات في مقابل 25 ألف دولار.