بدأت أزمة قطاع السيارات في روسيا تتفاقم، وقررت كبرى شركات صناعة السيارات تسريح آلاف العمال، فيما واصلت موسكو البحث عن بدائل لتعزيز وضع القطاع، برز منها احتمال دمج أكبر شركات تصنيع السيارات الروسية. وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة « افتوفاز» التي تنتج سيارات من طرازي «لادا» و «فولغا» الروسية ايغور كوماروف، أن مصانع الشركة ستضطر إلى الاستغناء عن خمسة آلاف عامل حتى نهاية السنة الحالية، بهدف تقليص خسائرها. وسبق لإدارة الشركة أن لجأت إلى تقليص ساعات العمل وإيقاف خطوط إنتاجٍ لفترات من أجل تقليص خسائرها، لكن خبراء أشاروا إلى إخفاق المؤسسة العملاقة بخفض العجز الكبير في موازنتها. ووقّع كوماروف الأسبوع الماضي، قراراً بإعادة بناء هياكل وأقسام الشركة، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ما يؤدى إلى فصل خمسة آلاف عامل، كما تم تقليص المناصب الإدارية على المستويات كافة وفى كل الأقسام، إلى أقل من النصف. وكانت إدارة «افتوفاز» أعلنت الشهر الماضي عن احتمال لجوئها إلى «قرارات قاسية» للحد من الخسائر الناجمة عن انخفاض المبيعات. وأعلن مصدر حكومي، عن الشروع في درس خطة لدمج «افتوفاز – لادا» مع شركات أخرى لإنتاج السيارات الخفيفة والشاحنات، بهدف دعم صناعة السيارات وتجنب تداعيات أزمة المال العالمية، وتخفيف آثارها على الاقتصاد الروسى. لكن الحلول المطروحة قوبلت بمخاوف من تداعيات أخرى على القطاع كله. وتجدر الإشارة إلى أن عدد العاملين فى مصانع « افتوفاز» يصل إلى نحو 110 آلاف، ما يعني أن الإدارة قررت تقليص العمال بما يزيد على 4 في المئة. وعلى رغم أن النسبة لا تزال «محدودة» كما يصفها مسؤولون في الشركة، لكن محللين اعتبروا أن التقليص الحالي ربما يفتح على تدابير أكثر قسوة لأنه لن يحقق النتائج المرجوة. وتعتبر «افتوفاز» النشاط الاقتصادي الأساسي الذي يؤمن الحياة لمدينة تولياتي الروسية، إذ يعتمد أكثر من مليون يشكلون سكان المدينة على المؤسسة وقطاع الخدمات أمّنته. وتسببت الأزمة الحالية فى تدهور الأوضاع المعيشية في المدينة إلى مستويات متدنية جداً. وخسر نحو 11 ألفاً منهم وظائفهم حتى الآن بسبب إغلاق مؤسسات تابعة للشركة. وتسعى نقابات العمال إلى إيجاد فرص عمل، قال مسؤول نقابي إن تأمينها يتطلب تمويلاً من خزينة الدولة لإحياء مشاريع صناعية أخرى من بينها تنشيط مشروع بناء خطوط مترو أنفاق بتكلفة تصل إلى نصف بليون دولار، أهمل العمل فيه منذ بداية الأزمة. ودفعت التطورات الأخيرة وقرارات الفصل، النقابات المستقلة للإعلان عن عزمها تنظيم تحركات احتجاجية ضد إدارة «افتوفاز».