عادت محطة «أم تي في» اللبنانية الى البث عند السابعة والنصف مساء أول من أمس، بعد إقفالها في أيلول (سبتمبر) 2002 في عهد الرئيس السابق اميل لحود على خلفية قرار قضائي، وصف بأنه «سياسي». وعرضت المحطة في الليلة الاولى لاستعادتها بثها شريطاً كان مصوروها التقطوه يوم الإقفال وعرض للمرة الأولى أمس، ويظهر تعاطي عناصر القوى الامنية بعنف مع العاملين خلال تنفيذهم القرار، وتعرضهم بالضرب والركل لعدد من الشباب مخلفين وراءهم جرحى، وساندهم عناصر من الدفاع المدني في أعمال القمع، ففتحوا خراطيم المياه على المحتجين. ولم يُدخل القائمون على المحطة أي تعديل على الشريط من ناحية تمويه وجوه العناصر الامنية، التي بدت واضحة، وبينها وجه الضابط في منطقة الاشرفية وهو يصرخ في احدى العاملات في المحطة، رافضاً السماح لها بالاطلاع على نسخة من قرار إقفال المحطة. وعرض الشريط صور التظاهرات التي كانت تحصل أمام مقر «أم تي في» في الاشرفية، والتي رفع المشاركون فيها صور رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون إلى جانب صور رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وبدت المحطة خلال اطلالتها الجديدة أكثر تمسكاً بمواقفها وخطها السياسي المعارض للحكم في تلك الفترة، فركزت انتقاداتها على «السلطة السابقة» و «الاحتلال السابق» و «الاحتلال السوري». واستعادت صور سياسيين وأمنيين من المرحلة السابقة، بينهم اللواء جميل السيد الموقوف في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، محمّلة اياهم مسؤولية إقفالها. كما عرضت شهادات أبرزت دور القناة، مستعينة بمقاطع من أرشيفها، فيما استضافت نشرة الأخبار وزير الإعلام اللبناني طارق متري ومؤسس القناة غبريال المر. وكانت «أم تي في» استهلت بثها بالنشيد الوطني ثم نشيدها الخاص. وعرضت في ما يشبه العدّاد الشعارات التي تبنتها وهي: الموضوعية والاستقلالية والتميّز والتفرّد. وأعلن رئيس مجلس إدارتها ميشال غبريال المر التوجّه الجديد، مشيراً الى أن «ام تي في» ستعتمد على امكاناتها الذاتية، وستتبنى «السياسة نفسها». وقال: «دعمنا المقاومة الى أن خرج الاحتلال الاسرائيلي، ودعمنا الحركة الاستقلالية الى أن خرج الاحتلال السوري». وعلى رغم أنه جاء في مقدمة الاخبار ان «حصاد نهج القناة كان وفيراً في ساحة الشهداء، ساحة الحرية والاستقلال في إشارة إلى تظاهرة 14 آذار»، فإن النشرة ذاتها عادت لتؤكد أن المحطة ستكون «مرصداً... ولا فرق بين فريق من 8 أو 14 آذار أو بين مسلم ومسيحي».