على غرار ما قررته الهند في التاسع من آب (أغسطس) الماضي عن عزمها إخضاع الكلاب الضالة في شوارع العاصمة الهندية إلى تدريبات في كليّة الشرطة، حاكى مواطنون يقطنون بعض أحياء الرياض التجربة الهندية، بعد معاناتهم من انتشار عدد من الكلاب الضالة داخل النطاق العمراني. ووجدت الهند في الكلاب الضالة عاملاً إيجابياً يمكن توظيفه لخدمة الجهات الأمنية لديها، إذ عملت على ترويضها وتحويلها إلى كلاب حراسة تعمل برفقة وحدة جديدة شكلت في الشرطة لمساعدة الشعب في تحسين الأمن، وذلك للتخلص من الكلاب الضالة في الشوارع، وجعل أحياء نيودلهي أكثر أمناً لقاطنيها، فيما قرر أخيراً مواطنون سعوديون يعيشون في بعض أحياء جنوب العاصمة الرياض، إخضاع تلك الكلاب لدورات تدريبية يهدفون من خلالها إلى ترويضها وتحويلها إلى كلاب لطيفة وهادئة، ليسهل التحكم بها، وذلك بعد أن أفاد بعضهم بأنهم لم يجدوا الحل الأمثل من الجهات المعنية لوضع حد لوجودها داخل النطاق العمراني بلا حسيب ولا رقيب. وعلى عكس ما قاله الشاعر «ليت الكلاب لنا كانت مجاورة»، فإن مواطنين كثر أبدوا تذمّرهم من وجودها بالقرب من منازلهم، مطالبين الجهات المعنية بوضع حد لتلك الأزمة التي يعيشونها، إذ يوضّح أحد سكان حي السويدي جنوب مدينة الرياض، أن هذه الكلاب الضالة، تسببت في رعب الأطفال، خصوصاً في فترات آخر الليل، إذ تجتمع وتنتشر داخل الأحياء السكنية وتمارس هوايتها المعتادة بالنباح ومطاردة بعضها البعض والاشتباك مع كلاب أخرى ضالة، تأتي من وادي سدير القريب من الحي، ما ينتج منه ارتفاع أصواتها، الأمر الذي يتسبب في ترويع الأطفال وعدم قدرتهم على النوم بسبب نباحها المتواصل حتى ساعات الفجر. ويقول عواض الجابري، في حديث ل«الحياة»، إنه اقترح على مجموعة من جيرانه المتضررين من الكلاب جمعها وترحيلها خارج النطاق العمراني، وإخضاعها في منطقة صحراوية لدورات تدريبية في محاولة لترويضها وتحويلها إلى كلاب لطيفة هادئة، لتسهل السيطرة عليها والتحكم بها، مؤكداً أنه استطاع أن يوبخ عدداً من الكلاب التي وقعت في قبضته، من خلال إرسال إشارات تلتقطها الكلاب وتطبقها في الحال، مشيراً إلى أن هذه التجربة حققت الأثر الإيجابي المطلوب. بدوره، طالب أحمد العماري (أحد سكان الحي) البلديات ووزارة الصحة بالقيام بدورها تجاه هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطراً على الحي، بإخضاعها إلى برامج تعقيم وتلقيح، خوفاً من نقلها لأمراض وأوبئة، خصوصاً ما يُعرف ب«داء الكلب» الذي يقضي على 55 ألف شخص تقريباً في جميع أنحاء العالم، 95 في المئة منهم في آسيا وأفريقيا، و97 في المئة منهم يموتون بسبب عضات الكلاب. ويفيد تركي المطيري أن هذه الكلاب موجودة بأعداد كبيرة في وادي سدير المجاور للحي، إذ كانت لأعوام طويلة لا تغادر مكانها، مبيّناً أنها تخرج في منتصف الليل لاصطياد الأرانب والفئران في الأودية المجاورة، إلا أنها مع مرور الوقت وانعدام الغذاء الذي تعيش عليه، قررت الدخول إلى الأحياء السكنية، ما يجعلها تشكل ظاهرة مقلقة للسكان. وأضاف: «معظم هذه الكلاب التي تجوب الحي تعود إلى بعض الأهالي الذين رحلوا من الحي إلى مناطق أخرى، وقرروا التخلي عنها، لتحوم ضالة تبحث عن مأوى». ويُقصد بالكلاب الضالة تلك التي تعيش خارج نطاق المناطق الحضرية أو خارج النطاق العمراني، وقد تكون الكلاب الضالة حيوانات أليفة ضلت أو قام أصحابها بإطلاقها أو قد لا يكون لها مالك، ويُمكن أن تسبب مشكلات للمجتمعات القريبة منها.