نجحت الحكومة المصرية في تمرير الدستور الجديد بنسبة تأييد كاسحة وكسب رهان الإقبال على المشاركة في الاقتراع، في خطوة ستُعزز موقف الجيش في مواجهة جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفائها، فيما تترقب الأوساط السياسية إعلان وشيك من الرئيس الموقت عدلي منصور بتقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في مصر المستشار نبيل صليب في مؤتمر صحافي أمس أن 20 مليوناً و316 ألف مصري اقترعوا في استفتاء الدستور الذي جرى يومي 14 و 15 كانون الثاني (يناير) الجاري من إجمالي 53.4 مليون مواطن يحق لهم الاقتراع، بنسبة مشاركة وصلت إلى 38.6 في المئة، لتزيد على 6 نسبة المشاركة في الاقتراع على دستور العام 2012 خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي التي ناهزت 33 في المئة. وأوضح صليب أن 19 مليوناً و985 ألف ناخب اقترعوا ب «نعم» على الدستور، لتمر الوثيقة الجديدة بنسبة موافقة كاسحة بلغت 98.1 في المئة، فيما رفض نحو 381 ألفا الدستور، بنسبة طفيفة بلغت 1.9 في المئة. وقال صليب: «لولا امتحانات (الجامعات) لزاد عدد الناخبين ونسب الاقتراع»، في رد ضمني على ما تردد عن عزوف الشباب عن الاقتراع. في غضون ذلك، قال مصدر مصري مسؤول ل «الحياة»، إن الرئيس الموقت عدلي منصور سيُعلن اليوم قراراً يقضي بتنفيذ استحقاق الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية. ونصت خريطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يوم 3 تموز (يوليو) وعُزل بمقتضاها مرسي، على أن تجري الانتخابات البرلمانية بعد الانتهاء من إقرار الدستور، لكن المادة 230 من الدستور الجديد تركت لرئيس الجمهورية تحديد أولوية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ورعى منصور حواراً وطنياً خلص إلى تفضيل غالبية المشاركين فيه إجراء الرئاسيات أولا. وأوضح المصدر أن منصور سيُعلن أيضاً النظام الانتخابي الذي ستُجرى على أساسه انتخابات البرلمان. ورجح مصدر آخر ألا يُعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي قراره من الترشح لانتخابات الرئاسية من عدمه قبل يوم 25 كانون الثاني يناير (الجاري). وكان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أكد أن تنظيم «الإخوان» يحاول استقطاب شباب ثورة 25 يناير لاستخدامهم في أعمال عنف خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة «لتحويله إلى يوم دموي»، معرباً عن ثقته الكاملة في ثوار 25 يناير الوطنيين. وقال: «أثق في أنهم سيفوتون الفرصة على تنظيم الإخوان الإرهابي، ويرسمون خلال الاحتفال بالثورة صورة جديدة رائعة لمصر تعبر عن الإرادة الشعبية المصرية أمام العالم».