كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» بعض تفاصيل الاتفاق الذي يعمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري على بلورته حالياً بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرة الى أنه يُعد «ورقة صيغ وأفكار عامة غامضة ومطّاطة تمثل أقل من اتفاق إطار، وسيطرحها على الطرفين نهاية الشهر الجاري». وأوضحت أنه «سيكون بإمكان كل طرف أن يفسر هذه الأفكار والصيغ كما يشاء على قاعدة استمرار المفاوضات»، لافتة الى أنه «سيتم عقد مؤتمر في مدينة العقبة في ضيافة العاهل الأردني عبد الله الثاني ورعايته». ولفتت الى أنه «سيكون للأردن دور تقرره الإدارة الأميركية يتعلق بالحدود، والولاية على الأماكن المقدّسة والبلدة القديمة في القدس، والمطار واللاجئين والتعويضات». وفي خصوص مدينة القدس، قالت المصادر إن «الورقة الأميركية قد تتضمن عبارة مثل تأييد تطلعات الفلسطينيين في عاصمة في القدس»، فيما «ستبقى السيادة والسيطرة على الحدود والمصادر الطبيعية في شكل حقيقي في يد إسرائيل، وسيتم ضم الكتل الاستيطانية وإلغاء حدود عام 1967 عملياً». وأشارت الى أنه «سيكون هناك اتفاق لاحق على الورقة في شأن الضفة الغربية»، أما قطاع غزة «فإسرائيل غير معنية به على المدى البعيد». وأوضحت أن «الورقة ستتضمن مفهوم التدرج في التطبيق على مراحل استناداً الى الأداء وتنفيذ الالتزامات الواردة في الورقة (performance pase)»، كما «سيتم تدريب قوات الأمن الفلسطينية من جانب الولاياتالمتحدة بشكل مستمر حتى تضمن لنفسها الدور المقرر على الدوام». وأشارت الى أن المفاوضات تجري بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عبر كيري، لافتة الى أن «الاستفتاء على القضايا الجوهرية سيكون خلال العام الحالي». وكانت منظمة التحرير الفلسطينية وقعت في 13 أيلول (سبتمبر) عام 1993 اتفاق أوسلو الانتقالي لمدة خمس سنوات، على أن تبدأ مفاوضات الحل النهائي بداية العام الثالث من الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في الرابع من أيار (مايو) عام 1994. وتتضمن مفاوضات الحل النهائي ست قضايا هي: القدس واللاجئون والمستوطنات والحدود والأمن والمياه. وشددت المصادر على أن «ما تتضمنه الورقة الأميركية يمس بالقضايا الجوهرية في مضمونها، وأن المآل النهائي هو تصفية القضية الفلسطينية، خصوصا أن يهودية إسرائيل أصبحت مطلباً أميركياً واضحاً» بعدما كانت مطلباً إسرائيلياً فقط. وتعارض حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» ومعظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المفاوضات الجارية حالياً على أساس خطة كيري، كما يعارضها معظم قيادات حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، ومعظم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. كذلك شرعت أخيراً الجبهتان «الشعبية» و»الديموقراطية» لتحرير فلسطين، وحزب «الشعب»، والمبادرة الوطنية، والاتحاد الديموقراطي (فدا)، بتنظيم تحركات ومسيرات ومؤتمرات رافضة للمفاوضات ومحذرة من تصفية القضية الفلسطينية، كما نظمت «حماس» أمس مسيرة في مدينة غزة ضد المفاوضات.