منحوه كرة ذهبية، تقول ضمنياً إنه أحسن لاعب في العالم، لكن أحداً في البرتغال أو حتى العاصمة الإسبانية، لم يكن ينتظر اعترافاً من أحد بذلك، بل إن البعض يقول إن الجائزة جاءت لتنقذ الاتحاد الدولي من الشكوك التي طاولته على مواسم ذهبت فيها جائزته إلى الند الأرجنتيني من دون وجه أحياناً، بحسب ما تراه جماهير الدون. بالأمس وقف كريستيانو رونالدو على عرش كرة القدم، ذلك الوقوف جاء رسمياً للمرة الثانية في تاريخه والأولى له مع النادي الملكي ريال مدريد، بمستديرة من ذهب أعلن «فيفا» أن اللاعب الذي حطم كماً من الأرقام القياسية بات من دون جدال اللاعب الأفضل، إذ أضحى النجم الأول في فريقه والمنقذ الأبرز في تاريخ بلاده. الفتى الذهبي المولود ابن ال28 عاماً، بات مثلاً لكل ما يمكن للاعب كرة القدم تحقيقه، فالمستحيل كلمات عجز قاموسه عن ضمها، حكايات الدقائق الأخيرة والأولى وحتى ما بينهما لم تخلُ من اسمه، فقدرته على تسجيل الأهداف لا تعرف وقتاً، ومعدله اللياقي المرتفع يصمد غالباً حتى الثواني الأخيرة. رواية الحضور البدني الثابت في كل الأوقات تروي ما يحدث في الخفاء، فاليوم يقول زملائه إن حصصه التدريبية الخاصة تعتبر مثالاً لكل طامح في ملامسة مجد، فيما يجمع كل من أشرفوا عليه تدريباً على هوسه بالجاهزية البدنية دائماً، غيابه شبه الكامل عن غرف العلاج يقول ذلك أيضاً. في ال17 عرف رونالدو مشواره الاحترافي من طريق ناسيونال البرتغالي، إلا أن الرحلة لم تطل قبل أن يجد نفسه في سبورتينج لشبونة، الذي تعاقد معه بعد أن اجتاز اختباراً صعباً استمر ثلاثة أيام، ليفوز بأول تحدٍ في قائمته الطويلة، هناك أشرف خبراء نفسيون على مراحل مراهقته ليتجاوزها من دون خسائر تذكر، قبل أن يشرف اختصاصيون طبيون على مراحل نموه. شارك رونالدو سبورتينج أساسياً للمرة الأولى في بطولة الدوري البرتغالي في تشرين الأول (أكتوبر) 2001، ليترك انطباعاً جيداً في نفوس عشاق النادي، الذي توج بلقب الدوري المحلي ذلك الموسم. بعد لفت الأنظار أوروبياً، كان أن انتقل إلى صفوف الشياطين الحمر بمباركة كبيرهم «السير» أليكس فيرغسون، فخطف أنظار العالم قبل أن تقوده الحكاية إلى تحقيق حلمه واللعب ضمن صفوف كبير أوروبا ريال مدريد عام 2009. هناك وخلال أربعة مواسم فقط بدأ في صناعة التاريخ بالقميص الأبيض، ليحتل مكانة بين أساطير بحجم باكو جينتو وبوشكاش وراؤول جونزالس وألفريدو دي ستيفانو، أبرز هدافي النادي الملكي. وتبرز من بين إنجازات كريستيانو مع الفريق الملكي تسجيل أسرع 100 هدف (في 92 مباراة)، إضافة إلى كونه أول لاعب في تاريخ الليغا الذي يهز شباك كل منافسيه في موسم واحد في البطولة المحلية، واللاعب الوحيد الذي تمكن من هز شباك الغريم «برشلونة» في ست مباريات متتالية أقيمت في برشلونة.