تلقت «الحياة» تعقيباً من المدير العام للإعلام والعلاقات العامة في الهيئة العامة للسياحة والآثار على الخبر المنشور الجمعة 3 كانون الثاني (يناير) 2014، بعنوان: الذيب: «السياحة» لم تهتم بالآثار في الجوف.. وجهود فردية وراء الاكتشافات، وهذا نصه: «اطلعنا على الخبر المنشور الجمعة 3 كانون الثاني (يناير) 2014، بعنوان: الذييب: «السياحة» لم تهتم بالآثار في الجوف.. وجهود فردية وراء الاكتشافات، والذي أشار فيه المحرر إلى أن الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب انتقد خلال محاضرته التي قدمها في نادي الجوف الأدبي عن النقوش النبطية في منطقة الجوف، «عدم اهتمام هيئة السياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم بالمحافظة على الآثار عموماً والنقوش خصوصاً، مشيراً إلى أن كثيراً من النقوش المكتشفة في منطقة الجوف هي نتيجة لجهود أفراد مهتمين بالآثار». ونحن في الهيئة العامة للسياحة والآثار نشكركم على اهتمامكم، كما نشكر الدكتور سليمان، الباحث المشغول دائماً بالآثار وشؤونها، على غيرته على الموروث التاريخي والحضاري للمملكة، ونود هنا أن نوضح أن ما أورده المحرر على لسان الدكتور الذييب غير دقيق، وفيه من لغة التعميم ما يتنافى مع أهمية وحجم الأعمال التي قامت وما زالت تقوم بها الهيئة في إطار اهتمامها بآثار المنطقة. ونذكر منها تهيئة وتأهيل موقع الرجاجيل الأثري، وموقع قلعة زعبل، وبئر سيسرا، وقلعة مارد، وقلعة الصعيدي بالقريات، ووضع لوحات إرشادية وتعريفية بتلك المواقع، وإنشاء مركزين للزوار، أحدهما في موقع سيسرا الذي يضم مكتب آثار الجوف، والذي تم اختياره ليكون قريباً من مواقع أثرية مهمة، مثل: قلعة زعبل، وبئر سيسرا وحي الضلع، ليكون نقطة انطلاق لتلك المواقع الأثرية والتعريف بها، والثاني بالقرب من موقع الرجاجيل الذي أنشئ في هذا الموقع بالتحديد، نظراً لأهميته التاريخية التي تعود إلى نحو 6000 عام، إضافة إلى قيام الهيئة بإعادة بناء السوق القديم بدومة الجندل، وتأهيل حي الدرع ضمن مشروع القرى التراثية، وكذلك تطوير متحف دومة الجندل، كما يوجد (3) مكاتب للآثار في كل من سكاكا ودومة الجندل والقريات. كما نود الإشارة إلى أن الهيئة بجانب مشاريع التأهيل والتهيئة والترميم والتطوير التي قامت وما زالت تقوم بها في إطار اهتمامها بآثار منطقة الجوف وتراثها العمراني، تقوم منذ أعوام بتنفيذ مشاريع تنقيب أثرية موسّعة بالمنطقة، يشارك فيها علماء آثار سعوديون، جنباً إلى جنب مع خبراء من دول أوروبية عدة، نذكر منها: الأعمال الحفرية بموقع قلعة مارد مع البعثة الإيطالية، والأعمال الحفرية في موقع أسوار دومة الجندل مع البعثة الفرنسية، وأعمال المسح والحفر في موقع الرجاجيل مع البعثة الألمانية، وأعمال الصيانة والتأهيل للمباني المتحفية بقصر مارد، وإصدار كتاب عن المواقع الأثرية بمنطقة الجوف بالتعاون مع البعثتين الإيطالية والفرنسية، إضافة إلى مشروع متحف الجوف الإقليمي الذي وضع حجر الأساس له أمير منطقة الجوف فهد بن بدر بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارته للمنطقة في رجب 1432ه، تأكيداً منه على أن يكون المتحف الذي يقام على مساحة 4328 متراً مربعاً واجهة مهمة تعكس البعد التاريخي والحضاري لمنطقة الجوف التي عايشت أقدم فترات الاستيطان البشري للإنسان حتى العصر الحاضر، ولعل زيارته وجولته التفقدية التي وقف من خلالها على مراحل العمل بتلك المشاريع التي تشهدها المنطقة تعكس مدى اهتمامه بآثار الجوف، وإيمانه العميق بالقيمة التاريخية للمنطقة، وما تختزنه من آثار تؤكد العمق التاريخي والحضاري للمملكة، وليس لمنطقة الجوف وحدها. كما أن زيارته لحي الدرع الذي يعد الأقدم بين أحياء دومة الجندل، وتسليم الأهالي قيمة تعويضات الأملاك بعد نحو 30 عاماً من الانتظار، وإعادة تهيئة الحي وتطويره من الهيئة، لها الأثر الإيجابي على أبناء المنطقة، لكونه أصبح مزاراً تفتخر به محافظة دومة الجندل ومنطقة الجوف، ومع أن الأعمال والمشاريع التي ذكرناها تنفي الاتهام الموجه إلى الهيئة من خلال هذا التصريح، إلا أننا في الهيئة العامة للسياحة والآثار ندرك أن المخزون التاريخي في منطقة الجوف يستحق المزيد من العناية والرعاية، وهو ما توليه الهيئة اهتماماً كبيراً في مشاريعها المستقبلية. ونكرر شكرنا لكم على اهتمامكم بالمواضيع المتعلقة بالآثار، آملين نشر هذا التوضيح في المكان المناسب. المدير العام للإعلام والعلاقات العامة