يغلب على الموقف الأميركي التحفظ على طلب العراق تشكيل محكمة دولية للنظر في الخلاف بين بغداد ودمشق. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية أن واشنطن تتوقع من الجانبين العراقي والسوري تسوية خلافاتهما «عبر الحوار والتعاون في القضايا الأمنية»، وإذ أشار المسؤول في تصريح إلى «الحياة» إلى أن السلطات الأميركية تعمل مع الجانب العراقي ل «ايجاد الوسيلة الأفضل لكشف المعتدين ومثولهم أمام العدالة»، تحفظ عن تحديد هذه الوسيلة. وامتنع عن الإشارة الى اقتراح المحكمة الدولية أو طروحات أخرى تسعى الحكومة العراقية من خلالها إلى تقصي الحقائق وملاحقة المسؤولين عن الاعتداءات. وشدد على أن «الولاياتالمتحدة تتوقع من العراق وسورية التعامل مع المسائل المقلقة والخلافات من خلال الحوار والتعاون في القضايا الأمنية». وأضاف: «ندعو جميع الأطراف إلى تطبيق التزاماتهم الدولية ومحاربة الإرهاب ولعب دور ايجابي في المساعدة في استقرار المنطقة». وكانت مصادر أميركية مطلعة كشفت ل «الحياة» أخيراً أن هناك إختلافاً بين الولاياتالمتحدة والعراق في التعامل مع الأزمة بين بغداد ودمشق. وأكدت أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أبدوا تحفظات على تصعيد رئيس الوزراء نوري المالكي ضد سورية، ودعوا إلى حل ديبلوماسي للأزمة ومخرج يضمن الهدفين الاستراتيجيين لواشنطن في العراق: الأول موقع وتعزيز مكانة الحكومة العراقية، والثاني تحسين علاقات بغداد مع دول الجوار. والهدفان يسهلان الانسحاب الأميركي نهاية عام 2011. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين استياءهم من التصعيد في لهجة المالكي ضد سورية، و «تسرعه» في الاتهامات بعد التفجير. ورأت أن التريث الأميركي يأتي نتيجة شكوك مسؤولين أميركيين «في أن تكون خطة التفجير تم تحضيرها في سورية». ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن «كل المعلومات المتاوفرة لدينا، تستبعد أن تكون الخطة وضعت في سورية». وأشارت الصحيفة أيضاً الى أن بغداد رفضت طلب السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل عقد اجتماع أميركي- عراقي- سوري للبحث في أمن الحدود، وحجة المالكي أن المسألة «سيادية تعود إلى العراق وحده».