كاد خطأ ارتكبه كادر صحي في أحد المستشفيات الأهلية، على مدار 20 دقيقة، يكلّف ثلاب محمد الدوسري وزوجته ومولودتهما المولودة «ثمناً غالياً»، ويلحقهم بركب ضحايا أخطاء تبديل المواليد، التي كان أشهر ضحاياها في المملكة، عائلة سعودية وأخرى تركية تقطنان مدينة نجران، في حادثة تعود إلى ما قبل 11 عاماً. ولم يبادر المستشفى (تحتفظ «الحياة» باسمه) إلى الكشف والتقصّي عما حدث، أو معاقبة المتسبب في أخذ مولود ( ذكر) من والدته، التي أنجبت توأماً. في الوقت التي أنجبت زوجة الدوسري (أنثى)، واستبدالهما ببعض، بل اكتفت بالإقرار بالخطأ، وتوجيه اعتذار خطّي لإغلاق ملف القضية. واستحضرت الواقعة قضايا استبدال المواليد، ما أشعر سكان الجبيل بالذعر من جديد. فيما أكدت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية ل «الحياة»، أن الأمر «موضع متابعة من جانب لجنة تحقق في ما جرى لمعاقبة المتسبب وإيضاح الحقائق، لكن ذلك يحتاج بعضاً من الوقت». أما زوجة الدوسري المنكوبة، التي قابلت فلذة كبدها ووليدتها الجديدة، ففوجئت في اليوم الثاني من الولادة، بدخول عربة حضانة تختلف في اللون، وبها مولود قامت باحتضانه من دون إرضاعه، حتى تأكدت بأنه ليس مولودتها (الأنثى) التي أنجبتها قبل يوم، ما دفعها إلى استدعاء المسؤولة عن المواليد (فيليبينية الجنسية)، التي أعادت لها ابنتها، «وكأن شيئاً لم يحدث». وأشار ثلاب محمد الدوسري، وهو موظف بشركة أهلية، إلى «الصدمة» التي انتابت زوجته، وحوّل فرحتها بمولودتها التي أطلّت على الدنيا إلى «حزن»، قبل أن تستعيد مولودتها من أحضان أم أخرى. وقال ل «الحياة»: «هذه كارثة، ولا أعتقد أنها تهمّ الصحّة أو المستشفى على الأقل»، لافتاً إلى أنه وزوجته علما بالأمر. فيما أكد أن العائلة التي تعرضت إلى عملية تبديل المواليد «لا تعلم بما حصل حتى الآن». وأوضح الدوسري أنه ذهب بزوجته إلى المستشفى في العاشرة صباحاً، حينما كانت تشعر بآلام الولادة المعتادة. وذكر أنه لجأ إلى المستشفيات الأهلية لرغبته في الإفادة من التأمين الطبي. ولفت إلى أن ولادة زوجته كانت «طبيعية، وذلك في السابعة مساءً، ونحن نعلم أننا سنُرزق بأنثى منذ وقتٍ سابق». وذكر ثلاب الدوسري أنه في اليوم الأول بعد الولادة، أحضروا مولودته إلى زوجته «من أجل إرضاعها، ويحدث ذلك ثلاث مرات يومياً». وأشار إلى أنه في اليوم الذي يليه «قامت الممرضة المسؤولة عن المواليد، بإحضار عربة الحضانة إلى زوجته، التي استغربت تغيّر لون العربة ولباسه الذي كان أزرق، واختلاف ملامحه عن التي رأتها اليوم الذي يسبقه». وأشار الدوسري إلى أن زوجته «اكتفت بالتأكد من ملامح المولود، الذي كان بين يديها من طريق الممرضة، إضافة إلى احتضانه من دون إرضاعه». وأكد أنها قامت باستدعاء الممرضة مرة أخرى، وإبلاغها أن «المولود ليس مولودها، وأن هذا ذكراً، وما أنجبته أنثى». وأردف «قامت الممرضة بأخذ المولود، والبحث في الحضانة عن المولودة الأنثى، وإعادتها إلى زوجته وكأن شيئاً لم يحدث مع الاعتذار عن ذلك». ولفت إلى أن «أولى ساعات الولادة تم تسجيل بيانات مولودتهم، ووضع الإسوارة على يدها بشكل سليم». وذكر أن زوجته أبلغته بما حدث، ما دفعه إلى رفع شكوى إلى إدارة المستشفى، الذي قام بدوره بالإقرار بالخطأ والاعتذار خطياً. وأكد أن زوجته ومولدتها بخير، وغادرا المستشفى، وتم تسجيل المولودة في سجل العائلة. وأكد أن ما حدث لهم «أمر كارثي على رغم بساطته»، موضحاً أن العائلة الأخرى التي شاركتهم الحدث في تبديل المواليد «لا تعلم بالأمر شيئاً حتى الآن»، لافتاً إلى أن «الخوف هو ما سيحدث مستقبلاً لو لم يتم وضع حد للموضوع ومتابعته بشكل استقصائي ومعاقبة المتسبب».