عشية مؤتمر الكويت للمانحين غداً الأربعاء، وجّه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «نداء استغاثة» لتقديم مساعدات للشعب السوري داخل بلده وخارجها. ووجه الشيخ صباح النداء إلى المواطنين الكويتيين نساء ورجالاً، وإلى «ضيوف الكويت المقيمين على أرضها الطيبة، عرباً وأجانب»، وإلى «جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني وإلى القطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية»، ودعاهم إلى «المسارعة في المشاركة في الحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لإغاثة الإخوة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سورية وخارجها من اللاجئين والمشردين، للتخفيف من معاناتهم المأسوية، والذي يعتبر عدم التجاوب مع جهود رفع هذه المعاناة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي سيسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال». وتمنى أمير دولة الكويت عودة «الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية الشقيقة». ويمكن تقديم التبرع المادي أو العيني «عبر الجمعيات الخيرية» المعتمدة رسمياً. وذكرت «فرانس برس» أنه سيجتمع حوالى ستين بلداً في الكويت غداً الأربعاء بمبادرة من الأممالمتحدة التي تسعى الى أكبر عملية تمويل في تاريخها لإغاثة وضع انساني ملح في سورية. وتتوقع الأممالمتحدة التي تحاول جمع مبلغ 6.5 بليون دولار، أن تتجاوز اعداد اللاجئين السوريين اربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لوكالة الأنباء الكويتية ان الوضع في سورية بلغ مرحلة حرجة. وقال بان الذي سيرأس الاجتماع الثاني الدولي للمانحين في الكويت ان «قرابة نصف السكان تضرروا (...) 40 في المئة من المستشفيات تعرضت للتدمير في حين لا تستطيع 20 في المئة أخرى تدبير امورها بشكل طبيعي». ومبلغ 6.5 بليون دولار أكبر أربع مرات من ذلك الذي تعهد المشاركون تقديمه (1.5 مليار) في المؤتمر الأول في الكويت قبل عام. وقد أعلنت الأممالمتحدة انها تلقت سبعين في المئة من قيمة هذه التعهدات. وأكدت فاليري اموس مديرة عمليات الإغاثة في الأممالمتحدة «لقد طلبنا جمع مبلغ 6.5 بليون دولار». وأضافت «سنبذل قصارى جهدنا للعناية بالأطفال والنساء والرجال الذين يصيبهم هذا النزاع الدامي، والتمويل الذي نحتاج اليه لا سابق له». وأوردت «رويترز»، من جهتها، أن مؤسسات خيرية إسلامية تقودها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومقرها الكويت تسعى إلى جمع 250 مليون دولار لإغاثة الشعب السوري في مؤتمر يعقد اليوم في الكويت يضم منظمات إغاثية من مختلف دول العالم. وقال وليد السيف مدير الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالإنابة ل «رويترز» إن المؤسسات الخيرية الكويتية تعهدت بالفعل بتقديم 40 مليون دينار (142 مليون دولار) من هذا المبلغ وتسعى إلى استكمال التعهدات في المؤتمر الثاني للمنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي تستضيفه الكويت ليصل المبلغ الإجمالي إلى 250 مليون دولار يتم انفاقها خلال 2014 على إغاثة الشعب السوري. وأكد السيف أن المؤتمر الأول للمنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي عقد العام الماضي تمكن من جمع تعهدات بمبلغ 183 مليون دولار لكن ما تم جمعه بالفعل كان أكثر من 190 مليون دولار خلال العام الماضي.