يلتقي غداً الخميس في «مدينة الصلب» الاميركية بيتسبرغ، اكثر من 30 زعيم دولة، في القمة الثالثة لمجموعة العشرين خلال سنة، بحثاً عن استكمال حلول أزمة الائتمان التي عصفت باسواق المال في العالم منذ مطلع العام 2007 واضطرت الاقتصادات الغربية والناشئة الى ضخ ما يتجاوز خمسة تريليونات دولار لمنع انهيار النظام المالي الدولي، وسط قلق من ان الخروج من الازمة قد يستغرق السنة المقبلة باكملها. وستبحث القمة في «اطار عمل» لمعالجة اختلالات الاقتصاد الدولي واساليب اصلاحها. ومع توقع ان تكرر القمة الجديدة توصيات بالاستمرار في تأمين السيولة للاسواق، وعدم سحبها تدريجاً حتى تتأكد المصارف المركزية من الاستقرار، الا ان القادة المشاركين سيؤكدون ثوابت سبق ان اطلقتها قمة لندن عن تأمين السيولة للمؤسسات المالية الدولية لمساعدة الاقتصادات الفقيرة وضبط المصارف العملاقة، بابعادها الدولية وتأثيراتها على الاستقرار المالي في العالم، من دون الاتفاق بعد على ضوابط على المكافآت المالية السخية. وتنعقد القمة قبيل ايام قليلة من الانتخابات الالمانية الاحد ما سيجعل المستشارة انجيلا مركل تستعجل العودة الى برلين من دون ان تنسى المطالبة بتشديد الضوابط المالية على «الاقراض غير المسؤول» في حين ينشغل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بتراجع سعر الجنيه الاسترليني الى ادنى مستوياته في 6 شهور مقابل اليورو وبالدين العام المتنامي الذي تجاوز 800 بليون استرليني. في وقت يبدو الرئيس باراك اوباما منهكاً بمشاكله الداخلية من ضعف سعر صرف الدولار وضبط العجز المتنامي ومشروع الضمان الصحي اضافة الى مشاكله الخارجية مثل الحرب في افغانستان والعلاقات مع روسيا التي تحاول لعب دور في الوسط يعيد احياء الروبل ويعيد بع ضخسائر النفط. ومع اعادة ترتيب البيت الياباني اثر الانتخابات العامة الاخيرة يبدو رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما مهتماً باعادة رسم الاولويات في ثاني اكبر اقتصاد في العالم الذي قد يخسر موقعه امام اقتصاد الصين التي اصبحت «صمام الامان» للاقتصاد الدولي والدولار، عبر احتياطها الذي تجاوز 2.1 تريليون دولار. في المقابل، لن يكون هناك اي دور مؤثر لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني او للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في حين ستنال السعودية، لكونها اكبر مصدر للنفط في العالم، والهند ومعهما مجموعة الدول الناشئة مركز الوازن في القمة. وكان براون، بوصفه رئيس القمة الثانية الذي بادر الى الدعوة لانعقاد القمة الاولى، شدد امس على «ان الاقتصاد الدولي لا يزال طري العود وهو يحتاج الى الشعور بتأثير برامج الحفز الاقتصادي»، محذراً من سحب الاموال الحكومية من الاسواق. واشار الى ان هناك تأييداً كبيراً بين دول مجموعة العشرين لايجاد «اطار عمل جديد لمعالجة اختلالات الاقتصاد العالمي». ويخشى اقتصاديون من ان سعي الولاياتالمتحدة للاتفاق على «خريطة طريق لاقتصاد عالمي أكثر توازنا» يمكن أن يواجه مقاومة من الصين التي من غير المحتمل أن توافق على اصلاحات يمكن أن تهدد نموها. فيم تريد واشنطن أن تناقش القمة سبل علاج الاختلالات الاقتصادية التي يعتبرها الكثيرون وراء اندلاع الازمة المالية.