فيما يواصل رجال الدفاع المدني عمليات البحث لاستخراج بقية الجثمان الذي رصد في مسافات عميقة داخل البئر الذي سقطت فيه الطفلة لمى الروقي قبل 18 يوماً وعمقه ب114 متراً، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، أصحاب الآبار المكشوفة بأنه في حال وقوع حادثة سقوط فسيتحمل مالك البئر عقوبة جنائية، وحددت مهلة أسبوعين من تاريخ الإعلان للتنفيذ. وأوضح المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني العقيد ممدوح العنزي أن الجهات المشاركة، ومنها شركة أرامكو لم تطلب أية مبالغ مادية عن جهودها في استخراج الطفلة، موضحاً أنه واجب إنساني ووطني. وبين العقيد العنزي أنهم يراعون الحالة النفسية التي تعيشها الأسرة المكلومة، لافتاً إلى أن العمل ما زال مستمراً في التمهيد لنزول الحفار لاستخراج الجثة. ويأتي حديث مسؤول «الدفاع المدني» بعد 24 ساعة، من إعلان التوصل إلى أجزاء من جسد الطفلة لمى الروقي التي سقطت في بئر وادي الأسمر قبل 18 يوماً. من جهتها، نفت «أرامكو» في بيان صحافي أمس، صحة ما ذكره والد الطفلة «لمى» عائض الروقي، عن طلب الشركة المال لاستخراج الطفلة من البئر. وأوضحت «أرامكو» في رد على استفسار ل«الحياة» عن صحة طلب الشركة مبالغ مالية، أن الشركة تعرب عن عميق تعاطفها مع أسرة لمى الروقي في ظروفها الأليمة، مشيرةً إلى أنها استجابت فوراً لطلب المديرية العامة للدفاع المدني لدعم جهودها. وأفادت بأنها مستمرة في تقديم الدعم بأقصى إمكاناتها، كما تؤكد «أرامكو السعودية» أنه لا صحة إطلاقاً لما ذكره والدها بأن الشركة طلبت مبالغ مادية لقاء عملها. يذكر أن المديرية العامة للدفاع المدني في تبوك أعلنت أول من أمس، انتشال أجزاء من جسد الطفلة لمى الروقي من المنطقة المحيطة ببئر وادي الأسمر في محافظة حقل. وأوضح المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي أنه بعد عمليات شفط الأتربة والصخور خلال الأيام الماضية، تم التوصل إلى أجزاء من جسد الطفلة لمى، وسلمت للطب الشرعي بالموقع. وحظيت قصة لمى الروقى بمتابعة واهتمام على نطاق واسع داخل السعودية وخارجها. وتعاطف الكثيرون مع ذويها، أسرة مكلومة تعيش قصة حزن حقيقية وليست من نسج الخيال. وبدأت فصول المأساة منذ خروج الأسرة المكونة من الوالدين وثلاث بنات الخروج من منزلها للتنزه بوادي الأسمر الذي يبعد قرابة 30 كيلومتراً عن محافظة حقل، وما أن حطت العائلة رحالها بالمكان بعد تفتيشه، جلس الوالدان ومن حولهما تلعب الشقيقتان شوق (8 أعوام) ولمى (6 أعوام) التي تحب اللعب والمرح بطبيعتها بحسب قول والدها، وفجأة دوت صرخة من أختها الكبرى (لمى طاحت) هرع الوالد بأنفاس متقطعة ليجد لمى اختطفتها الأرض، اتصل بالدفاع المدني التي استجابت فوراً. دعا المدير العام للدفاع المدني في تبوك اللواء مستور الحارثي المغردين عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى تعزية والد لمى بدلاً من كتابة تغريدات عن وجودها خارج البئر أو أنها على قيد الحياة. وقال اللواء الحارثي إن أعمال الحفر لا تزال مستمرة لانتشال جثة الطفلة لمى الروقي من البئر التي سقطت فيها، موضحاً أن عدد القوات الموجودة في الموقع يبلغ 216 فرداً، مشيراً إلى مساعدة مواطنين تطوعوا بأجهزة اخترعوها كالمكنسة لشفط التراب وجهاز لالتقاط الصخور الموجودة التي تعوق العمل. ونفى ما تم تداوله بأنهم وجدوا لمى على قيد الحياة، مبيناً أن رجال الدفاع المدني الموجودين مدربون، ولو وجدوا لمى الروقي لقاموا بانتشالها.