صدرت أخيراً في كندا بإشراف معهد الموسيقى القديمة التابع لجامعة تورونتو، موسوعة «نظريات الإيقاعات في الكتابات العربية» من تأليف المصري جورج صاوا. نشأ صاوا (الستيني اليوم) في الاسكندرية وأبدى منذ صغره ميلاً واضحاً الى الموسيقى والغناء، وسرعان ما بدأ في تعلم العزف على البيانو اضافة الى التدريبات الصوتية من أجل الغناء لا سيما الطرب على أصوله. وبعدما ظهرت عليه امارات الموهبة طلب من أهله الالتحاق بالدروس التي كانت تقدمها المعلمة اليونانية المعروفة ايرين دراكيدس التي اختارت الاسكندرية مقراً لتقاعدها بعدما مارست عزف البيانو في أوروبا، لا سيما في باريس برعاية العازف الفرنسي الكبير الفريد كورتوه. وبعدما أنهى صاوا تعليمه المدرسي التحق بالمعهد العالي للموسيقى في الاسكندرية حيث تعلم تاريخ الموسيقى وتخصص في الموسيقى العربية حتى حصوله على شهادة دكتوراه في أصولها من جامعة تورنتو في كندا. وقبل ذلك تعلم صاوا العزف على آلة القانون في مصر، على يد كبار العازفين امثال محمد السعدوني وميلاد منصور ومصطفى كامل وأمين فهمي الذين كانوا قد تدربوا بدورهم على أيدي مصطفى رضا وعبدالحميد العضابي وغيرهم من كبار الموسيقيين العرب. واختار صاوا كندا ليقيم فيها متجهاً نحو تعليم الموسيقى العربية القديمة والحديثة والدينية، وهو فعل ذلك في كل من جامعتي تورونتو الكندية ويورك الأميركية التي منحته لقب «بروفيسور» مستشار في العلوم الموسيقية العربية. ووضع صاوا موسوعة «التدريب على العزف الموسيقي في العهد العباسي من سنة 132 الى سنة 320 ه.». وتدرّس هذه الموسوعة لطلاب قسم الموسيقى في جامعتي تورونتو وأوتاوا. لقد اصبح صاوا أحد أهم المشتغلين على الموسيقى العربية خصوصاً القديمة، لذلك يطوف العالم شرقاً وغرباً تلبية لدعوة الجامعات العربية والأوروبية والأميركية الشمالية من أجل احياء ندوات والإشراف على أعمال تدريبية حول الموسيقى العربية وأصولها وكيفية ممارستها، اضافة الى احياء حفلات موسيقية على رأس «الفرقة الموسيقية العربية التقليدية» التي أسسها والتي تروج أعمالها على شكل اسطوانات وتسجيلات حية لفنانين كبار أمثال مورين فورستر وبرام موريسون ورافي وآر موراي شيفر الذين يستضيفونه لعزف مقطوعة في اطار وصلاتهم. ويتولى صاوا الادارة الموسيقية لفرقة الرقص العربي التقليدي «أرابيسك دانس أكاديمي»، كما يؤلف المقطوعات الموسيقية للعديد من الفنانين العرب والغربيين، وهو يفعل ذلك في استوديو التسجيل الذي يملكه. لم يعد جورج صاوا مجرد خبير في الموسيقى العربية، خصوصاً القديم منها بل أصبح سفيراً لها في العالم، يستحق الجائزة التي منحته اياها وزارة الثقافة المصرية، تقديراً لدوره في ترويج هذا الفن العربي.