انطلقت في بيروت أمس أعمال الاجتماع الثالث ل «المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت»، الذي تنظمه «هيئة أوجيرو» ووزارة الاتصالات اللبنانية بالتعاون مع لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا). وتطرق المنتدى، الذي حمل شعار «رؤية عربية لصياغة مستقبل الإنترنت» إلى عدد من المواضيع أبرزها البنية التحتية والنفاذ إلى الإنترنت، والسياسات الدولية العامة للإنترنت، وآليات صنع السياسات المحلية، والحقوق والمسؤوليات، والخصوصية وبناء الثقة. وقال وزير الاتصالات اللبناني بطرس حرب في كلمة «التجاذبات والصراعات وانعدام الثقة بين أصحاب المصلحة والمنفعة وأصحاب النفوذ، أدى إلى بروز مسارين متعارضين، تمثل الأول بالإصرار على الثبات على الوضع القائم والإبقاء على آليات ومنهجيات عمل الإدارة والحوكمة الحالية، المعتمدة أساساً على شركة الإنترنت للأرقام والأسماء المخصصة (آي كان)، وعلى وظائف الوحدات المختصة المرتبطة بها والموجودة لدى وزارة التجارة الأميركية، لاسيما وظيفة هيئة أرقام الإنترنت المخصصة (آيانا)». وأضاف: «يشدد المسار الثاني على ضرورة انتقال إدارة وحوكمة الإنترنت إلى الحكومات وإلى الإدارات الرسمية العامة التي تمثلها، وينتقد أصحاب هذا المسار بشدة ما يصفونه بهيمنة المؤسسات الحالية على أعمال إدارة الإنترنت، ويعترضون على تفردها بذلك وعدم إشراك الآخرين». ولفت إلى أن «التناقض الحاد للمسارين شجع نشوء مسار وسطي ثالث بدأ منذ إعلان «أجندة تونس» عام 2005، انبثق عن أعمال القمة العالمية لمجتمع المعلومات والمتمثل بالمنتدى العالمي لحوكمة الإنترنت، والذي يعترف بأن لكل من الأفرقاء والشركاء وأصحاب المصلحة والمنفعة والجمعيات الناشطة من المجتمع المدني، دوره وحقه المشروع في إدارة وحوكمة الإنترنت». وأشار حرب إلى أن «هذا المنتدى، ونظراً إلى دوره الاستشاري المحدود وآليات عمله، ولانعدام إمكان إصدار التوصيات أو المخرجات أو المقررات عنه، لم يستطع أن يكون فاعلاً، بل بقي حتى اليوم ذي محصلة ضيقة وباهتة». بدوره قال نائب رئيس «آي كان» لمنطقة الشرق الأوسط باهر عصمت في تصريح الى «الحياة» إن «أهمية هذا المنتدى تتمثل في أنه الوحيد في المنطقة العربية الذي يناقش قضايا الحوكمة، ويتيح للجميع المشاركة في هذا النقاش عبر أصحاب المصلحة، وهو نموذج غير مألوف في منطقتنا». وأضاف: «تمر آي كان في مرحلة دقيقة جداً من تاريخها، وهي مرحلة تطوير المنظومة العالمية للشركة، وهناك أكثر من مستوى لهذا التطوير، والأبرز هو المستوى الخاص بوظائف آيانا، التي كانت تقوم بها الإدارة الأميركية بموجب اتفاقات مع جهات تدير الأسماء والأشخاص عبر الإنترنت، قبل نقلها إلى آي كان». وأشار إلى أن «الإدارة الأميركية أكدت في آذار (مارس) الماضي استعدادها للتخلي كلياً عن دورها الإشرافي على آيانا وتسليمها بالكامل إلى مجتمع الإنترنت العالمي، وطلبت من «آي كان» خوض مشاورات بمشاركة أصحاب المصلحة حول عملية الانتقال هذه». وطالب عصمت «أصحاب المصلحة ومجتمع الإنترنت العربي بالمشاركة في المشاورات والمناقشات حول هذا النموذج الجديد الذي لن تكون الإدارة الأميركية جزءاً منه».