يبرز الفيلم الوثائقي «ذي سبتمبر ايشو» (عدد أيلول / سبتمبر)، وأعده المخرج آر جي كاتلر، الوجه الانساني من شخصية مديرة تحرير مجلة «فوغ» الاميركية، آنّا وينتور، بعد أن أظهر فيلم «ذ ديفيل ويرز برادا» (الشيطان يرتدي برادا) قسوتها في علاقتها بالعاملين معها، وطلبها التزام معايير مهنية دقيقة وصارمة. ويأخذ بعضهم على وينتور «برودتها وجفاءها». ولكن مدير المكتب الاعلامي في فوغ، باتريك أو كونيل، يرى أن توزيع الابتسامات والتودد الى الناس ليس مهمتها أو وظيفتها، بل وظيفته هو. وتربعت آنّا وينتور، منذ 21 عاماً الى اليوم، امبراطورة على مملكة الموضة العالمية. وأمضى كاتلر ثمانية أشهر و300 ساعة عمل في إعداد فيلمه، وفي تصوير وينتور في أثناء اعداد عدد أيلول 2007 من مجلة «فوغ» الاميركية. والعدد هذا كان الاكبر في تاريخ المجلة، وعدد صفحاته بلغ 840 صفحة مخصصة للموضة وعالمها. وواحدة من 10 أميركيات، أي نحو 13 مليون امرأة، تشتري هذا الشهر، وهو في مثابة دليل الموضة وبوصلتها. وينقل الشريط الوثائقي يوميات تحضير عدد أيلول، ويرسم صورة شخصيتين بارزتين في «فوغ»، غرايس غودينغتون، مديرة الابتكار في المجلة، وهي شاعرية ومتشبثة برأيها، وآنّا وينتور، وهي الحكم والفيصل. ويلقي الشريط الوثائقي الضوء على حياة وينتور الشخصية، وعلى علاقتها بابنتها، بي، وهي مساعدة قاضٍ وتتحاشى التدخل في عمل والدتها. ووالد وينتور كان صحافياً بريطانياً ذائع الصيت، اقترح عليها في طفولتها السعي في ادارة تحرير مجلة «فوغ»، وطلب هذا المنصب أو الدور. فرسم طريق حياتها المهنية. وشقيق وينتور صحافي مثل والده. وشقيقتها تتعاون مع مزارعين في أميركا الجنوبية. و «لكن عائلتي لا تفهم على التمام نوع عملي... ويحسب أقربائي أنني أتسلى في العمل، وأنني لا أعمل فعلاً»، على ما تقول آنّا وينتور. فعائلة وينتور تخالف ملايين النساء في العالم الرأي في عمل ابنتها. ووينتور لا تكل عن العمل ولا تهدأ، فهي تجمع التبرعات، وتقيم حفلات تجمع فيها بعض النافذين في مجالات تتصل بصناعة الموضة والرأي، وتبسط نفوذها في دور الازياء والمتاجر الكبيرة والمتاحف. فهي لا توفر جهداً في الدفاع عن امبراطورية «فوغ» الصناعية. ويبلغ حجم الامبراطورية هذه 300 بليون دولار. ويلجأ مصممو الازياء الشباب الى وينتور. وهي تمد لهم يد المساعدة، وترعاهم رعاية هي أقرب الى حضانة الأم، وتيسر لقاءهم بكبار المصممين وأصحاب دور الازياء. وإذا تعثرت دور أزياء أو عانت مشكلات كبيرة، حملت سيدة «فوغ» طوق النجاة. * محررتان، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 16/9/2009، إعداد منال نحاس