تختلف مدينة سانت موريتز عاصمة السياحة الشتوية في سويسرا عن المدن السويسرية الذائعة الصيت لكونها ليست مقراً ثانياً للأمم المتحدة مثل جينيف ولا عاصمة فيديرالية مثل برن ولا عاصمة اقتصادية مثل زيوريخ. سانت موريتز عاصمة جبال الألب السويسرية ومفترق طرق سياحية محلية وأوروبية تنام على 150 سنة من تقاليد الضيافة والفندقة الراقية. هنا أجريت أول ألعاب أولمبية شتوية، وهي التي استضافتها سويسرا في 1928، كما استضافت بطولة العالم للتزلج أربع مرات آخرها في 2003. ومنها انطلقت في 1864 سياحة العلاج بالمياه المعدنية المتدفقة من الجبال. وهنا أيضاً أنار التيار الكهربائي فندق «كولم» العتيق في 1878 للمرة الأولى في تاريخ سويسرا. على هذا التراث الخصيب تأسست تقاليد السياحة في مدينة سانت موريتز ومحيطها حيث يرتفع فندق «كولم» في وسط المدينة متسلقاً سفوح الجبال الخضراء. رائد السياحة الشتوية في سويسرا يوهانس بادروت هو من أسس هذا الفندق العريق سنة 1856 وقد غدا اليوم مقصداً مفضلاً لهواة السياحة الراقية والمولعين بالحمامات المعدنية التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي. أما المناخ هنا فمختلف عن المقاطعات الأخرى، إذ إن الشمس لا تحتجب عنها طيلة 322 يوماً في السنة، لكنها في الوقت نفسه محطة سياحية معلقة بين جبال يُراوح ارتفاعها بين 1800 و3300 متر. من ميزات سانت موريتز تنوع معروضها السياحي، ففيها ثلاثة متاحف وملاعب للرياضة ومضمار لسباق الخيل، إضافة الى المدن التاريخية التي تحيط بها. أما الوصول إليها فسهل براً عبر شبكة الطرقات الحديثة أو شبكة سكة الحديد المتطورة، أو جواً عبر مطار لوغانو الذي يبعد عنها أقل من ساعة في السيارة. وفي عاصمة السياحة الشتوية السويسرية، يوجد أكثر من خيار أمام زائر سانت موريتز. فمن شرفات فندق «كولم» المُعلق بين الهضاب، يبدو منظر البحيرة كما قصيدة متناسقة تحكي قصة الألفة بين الإنسان والطبيعة. وفي أعلى المرتفعات تنتشر المسالك الجبلية المهيأة التي توصل إلى ساحات التزلج حيث يبرز مضماران رئيسان، الأول هو «بيز كورفاتش» على ارتفاع 3300 متر والثاني «بيز ناير» على ارتفاع 3057 متراً، وهما يُشرفان على المدينة وسفوحها وبحيرتها. أكثر من ذلك، يشتمل فندق «كولم»، إضافة إلى الحمامات المعدنية، على مسابح فسيحة ومركز للتريض SPA يمتد على مساحة 2000 متر مربع، مع كل المعدّات المتطورة، وحمام بخاري وسونا ومسبح خاص بالأطفال ومغارة ملحية، إلى جانب حدائقه الغنّاء ذات التصميم الراقي وملعب غولف وأكاديمية غولف وكازينو وثلاثة ملاعب تنس. أما المطبخ فهو أحد العناصر الجاذبة للسياح، لأنه امتداد لتقاليد عريقة يفخر بها فندق «كولم» الذي يشتمل على خمسة مطاعم تُقدم تشكيلات مختلفة من الأطباق المحلية والعالمية التي يتفنن في إعدادها طهاة ماهرون. ولعل هذه الميزات هي التي جعلته يستقطب كثيراً من المشاهير في عالم الفكر والمال والسياسة والأدب، منهم ملك إسبانيا خوان كارلوس والملك الأردني الراحل حسين بن طلال والأديب مرسيل بروست والفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه والسينمائي ألفرد هيتشكوك والآغا خان والمصرفية البليونيرة مينا روتشيلد... والذين أبدوا إعجابهم بمعمارها الفريد ومبانيها العتيقة المتدرجة مع سفوح الجبال. ويجد السائح العربي أيضاً خدمات مميزة هنا، خصوصاً أن العاملين في الفندق يتحدثون الإنكليزية والإيطالية والفرنسية والإسبانية.