أربعة سياسيين من الحزب الجمهوري الأميركي، ممن يمثلون مدناً صغيرة في وسط الولاياتالمتحدة، يتقاسمون السكن في مدينة واشنطن، حيث مكان عملهم في مجلس الشيوخ. حياة هؤلاء في العاصمة السياسية الأميركية، ستكون موضوع المسلسل الكوميدي «ألفا هاووس». بين نهارات سياسية تسودها القسوة والتنافس الشرس، ومساءات يطغى عليها نزق الشباب والمراهقة، تتوزع أوقات أبطال المسلسل الذي اختارت شركة «أمازون» الأميركية، أن تبدأ به نشاطها كمُنتجة للمسلسلات، والتي تعرضها في خدمتها للمشاهدة التلفزيونية وفق الطلب. تُوفر الخلفية المحافظة لأبطال المسلسل، المناخ الكوميدي المناسب. فالكوميديا ستكون أقل حدة، لو استبدلت بشخصيات أخرى من الحزب الديموقراطي الليبرالي المنافس. ويرتكز المسلسل على التناقضات بين المواقف المحافظة المعلنة، وبين الحياة الخاصة السريّة. فأحد النواب هو «دنجوان» لعوب، يقضي وقته في مطاردة السيدات الجميلات، وآخر يخفي مثليته عن زملائه وزوجته وناخبيه في مدينته الصغيرة، فيما يشكل اختيار سياسي من أصول أفريقية للحزب الجمهوري تحدياً لذاته، لمخالفته أعرافاً اجتماعية أميركية، أبعدت الأميركيين السود تاريخياً عن الحزب الجمهوري المعروف بمحافظته السياسية. اما الشخصية الرابعة، والتي يلعبها الممثل المتميز جون غوودمان، فتبدو إنها تجمع عدداً من التناقضات، لكنها بفعل العمر، لم تعد قادرة على تصدر الأحداث لتنسحب الى الخلفية مُكتفية بالسخرية من الجميع. يستعين المسلسل بأحداث سياسية معاصرة لإضفاء طابع الراهنيّة على أحداثه وشخصياته الخيالية، فحرب أفغانستان المستمرة، سَتُهَيّمن على حلقته الثالثة، عندما يقرر النواب الأربعة زيارة الوحدات الأميركية العسكرية هناك. وسيركز المسلسل على النفاق السياسي الشائع، فالزيارة لكل من النواب، لها معانٍ وأغراض شخصية مُختلفة، ليس منها بالطبع، شد أزر عزيمة الجنود هناك. يُحسب للمسلسل جمعه ممثلين من الذين تجاوزوا الخمسين من عمرهم، ليتصدروا حلقاته، في اختيار يُخالف السائد التلفزيوني الأميركي، والذي اعتاد على منح ممثلين من هذه الفئات العمرية أدواراً ثانوية فقط. في المقابل لا يستفيد المسلسل بالكامل من مواهب هؤلاء، فالسيناريو يُكبلها بما يرسمه لها من مواقف، معظمها نمطية، بخاصة شخصية النائب المتصابي. كما بدا المسلسل في حلقاته المعروضة حتى الآن، يُمثل وجهة نظر ليبرالية في المحافظين في أميركا أكثر من كونه نتيجة مواقف درامية كوميدية مُبدعة. مسلسل «ألفا هاووس»، ينضم الى مجموعة لا بأس بها من المسلسلات التلفزيونية التي تقدم الحياة السياسية في الولاياتالمتحدة وبريطانيا. فالعام المنقضي شهد عرض مسلسل «بيت من ورق» لشركة «نيتفليكس»، والذي يُعيد تقديم المسلسل البريطاني الذي قدمته «هيئة الإذاعة البريطانية» ( بي بي سي) في ثمانينات القرن العشرين. كما عرضت قناة «HBO» الأميركية الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «فييب» والذي اختار سيدة (نائبة الرئيس الاميركي) لتكون بطلة أحداثه الكوميدية. واللافت إن هذه المسلسلات تُركز كلها على فرق الخبراء والمستشارين الذين يحيطون بالشخصيات السياسية كما إن نجاحها يعود في جزء منه، الى شعبية البرامج الكوميدية التلفزيونية والتي تناقش القضايا المحلية والدولية، مثل برنامج «الاستعراض اليومي» الأميركي، والذي يُقدمه منذ سنوات المقدم المعروف جون ستيوارت، اذ نجحت هذه البرامج بتحويل «السياسة» الى موضوع يحظى باهتمام واسع بين فئات الشباب.